للأديبة شروق لطيف
قالت :
هيا يا شاعرى انشد واسمعنى
قصيدة جديدة المفردات
فمن واسع بنانك الخصب
تأتي المعانى إليك طائعات
فهيا اصنع لى عقدا ً فريدا ً
من درر البلاغة الباسقات
فرد قائلا :
عفوا ، فلقد نفذت منى الكلمات
للتعبير عن مشاعرى الدافقات
سامحينى فلقد جف الحرف
ونضبت فى هواك التعبيرات
لذا سألوذ بالصمت فإن له
حديثا ً يفوق بلاغة كل اللغات
وسأكتفى فقط بالتفرس فيك ِ
فترتسم على ثغرى البسمات
وستقرئين أحلى القصائد إذا
ما نظرت ِ إلى عيناى الحانيات
ستجدين نفسك مطبوعة فى
القلب تتأرجحين بين الخفقات
فالعيون تخترق الصدر وتكشف
خبئ السويداء ِ والاشتياقات
فدعينى أرسل بدلا ًمن الحروف
خفقا ً فتسمعين للروح ِ همسات
فهل لى أن اسألك الآن
بأن تجودين أنت ِ ببعض القطرات
أمام عجزى فأشبع من حلو
نشيدك فى نظم رشيق الأبيات
فقالت :
أنا من اهتز طربا ً لشعرى
جميع العاشقين والعاشقات
فها أعلن أمامك الآن عجزى
وتفر كذلك من مخيلتى الكلمات
فصمتك احتل عندى أعلى
درجة بل وفاق التصورات
صمت ٌ طهور ٌ معبق ٌ بالبراءة
فى محراب الصدق كنقى الصلوات
فاللسان ُ يصمت والقلب ُ ينبض
فيشق بصمته ِ عنان السموات
فللصمت فى محراب الجمال
جمالا يسلب اللب َ والذات
فالكلمات تموت حين تقال
تفقد القيمة ويهاء المكانات
فصمتك أبلغ من كل ما كتبه
الشعراء وسطروه فى أبيات
وسأرسل روحى كى ماتلتقى
بروحك وتهيم حولك بثبات
وستكون حينئذ الرسائل الصامتة
أبلغ شعور ٍ من كل التعبيرات
فالذى تشعر به يشعر بك
فالأرواح لا تخطئ أبدا فى الحسابات ……
Discussion about this post