بقلم : سلمى صوفاناتي
ومضات تسكن الذات والوجدان معا .. عبارات رائعة .. استقيناها من فم مبدع كبير .. استفزت من مسبب ثم خرجت للنور بصفة ملهمة للاخرين .. قد يكون ذلك لاثر خارجي وداخلي .. ولكنه على كل حال .. يعد محفزا اساسيا لمكامن الطاقة في النفس البشرية .. فالابداع لايولد الا من رحم المعاناة .. صور صادقة تلامس شغاف قلوبنا .. لانها اكثر صدقا وارتباطا بالمشاعر .. انتقيناها لكم من بين عشرات الصور .. وربما مئات .. فالخصوصية سمة اساسية عهدناها في اعمال المفكر والباحث بكور عاروب .. المنسق السوري لبحوث الراي العام .. وعلى لسانه اقتطفنا هذه الدرر من كتاباته لننشرها لكم بكل حب وتقدير لما يقوم به ..
ماء مجفف 18
انا و نواف و انتم …
لن نسمح للجرح الا ان يكون مقدسا…
هل ما يحدث مؤلم ؟
هو بلا شك مؤلم و لكن حتى الالام لها قدسيتها فلا تعرض الا في مكانها اللائق … نعم للجراح قدسيتها فلا تكشف ثوبها الدموي القاني الا امام من هو طبيب يعالج … و ليس ثرثارا يزيدها الما بجهله او بشماتة منه كاحداهن التي تظهر كل عورتها عندما ترى الابداع ورقا للصر يوزن في سوق هالها او من يدعي الجمال و يخلو من كل جمال و قد لقب نفسه باجمل الالقاب و مارس اقذر التفاهات حسدا و قلة ذوق في اقبية يفترض انها منارات او حاقد يصب على الجراح الملح و الفلفل .
يحدث انك تكون متعبا و لكن لا تظهر التعب امام احدهم او احداهن فيستقلك … او يجامل وهو قاعد على ذهبه يطلب المزيد في سباق لفقرك او مشجع رياضي بكل وزنه و بلادته او ضعفه و قلته يصفق فرحا لنجاح رياضي نحت بطولته بالتعب و العرق.
قد يكون كلامي قاسيا على بعضي و قلبي من اخوتي و قد يكون كلام زوجتي و عتبها اليوم و فور وصولي الى المنزل في حلب محقا و اشد قسوة بل من وجهة نظر الكثيرين محق جدا عندما تقول و تسأل: ماذا ينفع الشعر في شتاء بارد ؟! …
الحطب و المازوت بلا شك اجمل من الشعر و الثقافة و الفكر في هذا الشتاء الذي طال جدا حتى برى العظام السميكة القوية الكثيفة … و لكن الفكر و الشعر و النضال و نظافة اليد هم ما يدرك حاملهم ان عمله بهم هو الجسر الى نهاية الشتاء.
لن اتاجر بجراح احد و لن انهي شتاء من احب بشتاء على شتاء في حياة آخرين لهم احبة و لهم من يحبهم و يحزن و قد يموت حزنا لاجلهم.
حتى حين ننسى ننكر ذاتنا و نخجل .
لا اقلل من المصيبة و لا احتج على احد فلكل واحد في هذه الحياة طريقته في التعبير عن الالم …
كل من يعرف بكور كامل عاروب يعرف انه رجل فياض سريع الدمعة لشدة احساسي بالالم … لم لا و انا الباحث الذي يجب ان يدرك و الشاعر الذي يتعاظم احساسه و ابن اليتم لفقيد كان في ارفع المناصب و لم يترك لي ولاخوتي الا جميل الفخر بمحامده و مناقبه و دار تاوينا و انا ابن سيدة جميلة جدا جدا صبية تركت الدنيا لاجل اطفالها و غادرت مبكرا و قد هدها التعب و الدمع و العناء و انا ابن القهر و ابن هذا الشتاء الطويل جدا و ابن النجاة من الموت مرات عديدة و الحمد لله .
و في مثل هذا اليوم منذ ست سنوات كانت ابرز معاركي معه حيث استطعت تحطيم قيود السجن و نافذة الحرية فتحتها بهذا الفكر و العقل و بساعد شاب رافقتي في رحلتي … لولا الفكر لما استطعت و لا استطاع نواف السير الى السور و تجاوزه و لا استطعنا سوية تجاوز عشرات الكيلو مترات في اول ليلة تاريخ 6/12/2016 لنصل الى المكان الامن و نواجه مصاعب الطريق الرهيبة و نقف بكل اعصاب باردة لاوجه اللوم لدورية من المسلحين الذين من المفترض انهم خصمنا و في طلبنا على تقصيرهم و اطلب منهم الالتفات الى عملهم في الحراسة و امضي في سبيلي معي مرافقي الطيب و قد خبأت تعبي القاتل و سترت خوفي كي لا يبصروه فيكون الشوكة التي تجرنا الى المشنقة من جديد… كنت اقرا معاني الموت في وجه نواف و في دقات قلبي التي خنقتها بكل صبر لاقطع مئات الكيلو مترات الى دمشق لاجدد ولادتي … لولا ثلاثة الاف كتاب حرقوها في،بيتي و لكنها كانت مطبوعة في الفؤاد فهي ليست بالكيلو يا صغيرة و انما قيمتها حياة … و استتري خلف لهاثك خلف من تعرفين من أهل الشذوذ … عرفناك …
فالشاعر لا يبيع بناته و الفكرة بنته و لكنه يحتج بقسوة …
صفعنا الموت و احتملنا كل هذا البرد و نحتمل و لن نترك للجرح ان يلوث ثوب عزتنا و النخل الذي خلقه الله و اعطاه .
لاحت انوار الفرج و سنبقى ماء يروي الحياة و يعطيها بهجتها و الامل.
ولن تهون الجراح فلها قدسيتها يا اخوتي و سنقيم في كل صبح عرسا للامل و في كل ليلة حفلة للحلم و الحب و الحياة و الا كنا ماء مجففا و لن نكون مهما اشتد الاتون .
احبكم
نهارات الامل.
Discussion about this post