بقلم أ . د . حسين علي الحاج حسن
كانت ذكريات ذلك العجوز،.. تتسارع أمام ناظريه..، تمر كأنها مضت في الأمس القريب، فيستذكر بعضا من شبابه مع تلك العجوز التي كانت تقاربه عمرا، .. عندما قالت له: ما الذي أصابك وجعلك اسيرا لتلك الكلمات؟!..
تعيش اليأس بعمقه،.. ولا تتردد من كتابته.. على بياض صفحاتك، حتى بات كل قارئ لك،. يدرك ما أنت فيه،.. من هذا الياس!!، .. ويعرف أنك بت اسيره.. لا تتمكن من الخروج منه، .. وأنت باق في مدلهماته!!! .. فكلماتك، شاهدة على ما في بياض تلك الصفحات…
كان ذلك العجوز يتذكر آنذاك كيف أنها .. سكتت قليلاً.. ثم استدركت،. قائلة:
تاتيني خلسة تبحث عن مكنوناتي!!… لماذا ؟!.. ما ادراني بصدقك؟!.. وأنا ما كنت يوما عالمة بخواطرك او مدركة لها؟!.. لعلك أردت أن تعبث بحياتي فتنغصها عليّ،.. ما أدراني؟!.. فقد رأيت فيك كل اليأس.!!.. وما يدريني من أنت؟!.. ، وتأتيني البوم تعمد إلى محاكمتي!!.. لماذا ؟!… غريب امرك والله.. أنت متطفل. جدآ بكلماتك، تمني نفسك باشياء كثيرة.. أنا حقا أجهلها..
لم يمض الوقت بينهما سريعاً. بل كانت الأحداث المتسارعة تفضي إلى بقية العمر ، وكيف ينظر كل منهما إليه بطريقة مختلفة عن الآخر..
حينها .. كان يتذكر كيف. كان قد نظر إليها.. مستمعا إلى وقع كلماتها .. ونبرتها التي ما انفكت متوترة..، دون أن ينبث بكلمة واحدة، فقد كانت حدة نبرتها قاطعة لكل كلماته وأفكاره،..هي لم تترك له مجالا ليرد على اتهاماتها . وهو لم يستطع أن يخيرها بشيء.. أو أقلها أنه ما كان عابثا بحياتها أو متطفلا عليها . أو قد جاء لمحاكمتها، إنما أراد أن ينشد منها ودا لبقية حياته القادمة من زمانه الآتي.. علها تشاركه عمره الذي بات في مهب إعصار الحياة،..وتشاركه أمره.. الذي لطالما أعتقد أنه قد يجد بقيته عندها،..
أما هي .. كانت تتلفظ بكل كلماتها دون هوادة منها.. وترميه بقولها بأنه بكثر من الكلام.. دون أن ينطلق في كلمة واحدة.. فيما كان هو يردد في سره،.. لن تستطيع معي صبرا.
بقلم ا.د. حسين علي الحاج حسن
Discussion about this post