الشاعرة《سعيدة باش طبجي☆تونس》
《 ديسمبر2017 》
في لحظةٍ قَديمةٍ..كئيبةٍ.. غبْراءْ
في لحظةٍ.. مَوْبُوءةٍ..خرقاءْ..
في لحظة كأْداءْ
ما عُدتُ أدري أيْنَ أوْ ماذا ولِمْ
ماعُدتُ أدري کیْفَ صارتْ أو متَى وكمْ
أهْرقتُ كلَّ الحِبْرِ و الأحلامِ و الدِّموعِ و الدِّماءْ
مَزّقتُ قِرطاسِي و حطّمْتُ الدّواةَ والقلَمْ
أعلنْتُ بائِنًا طلاقَ الشّعرِ و الشُّعورِ و الغَرامِ والكلِمْ
وساحَتْ الحُرُوفْ
على مُدَی الإهْراقِ والإرهاقِ والإخْفاقِ والإمْلاقِ والألمْ
ألمْ ..ألمْ..ألمْ
مَصلوبةٌ علَى عَمُودِ صَبْوتي
مُتْخَمةً بشَجَني وشَقْوتي
خَاويَةُ الشِّريانِ منْ نَسائمٍ و دَمْ
مَثْلومةٌ مَسِيرتي
مَحرًومةٌ منْ خُطوةِ القَدمْ
مَكْلومةٌ و أحرُفي
لا تَسْتطيعُ أنْ تخُطَّ حتّى بالدُّموعِ و الدّماءْ
في سِفْرِ أشْعارِ الحَنينِ و الأسَى
حِكايةَ الألمْ
ألمْ …ألمْ …ألمْ..
و انْتصرَ العَدمْ…
انْتَصَرَ الفَراغُ و العَدمْ..
انْتصرَ الافْلاسُ و الفَراغُ و العَدمْ
ألمْ ! ألمْ !ألمْ
2》-《سيَهْزٍم الشَّوْقُ العدَمْ》
و اليَومَ هَا أنَا….
في لحظةٍ جَدِيدةٍ ..يَانِعةٍ.. خَارقةٍ …ورقاءْ
في لحظةٍ مِن الْتقاءِ الحَاءِ في أنْسِجَتي والبَاءْ
وقُبْلةٍ منْ ثغْر عشْتار النّدِي
تهفُو علَى أفْق الجَمالِ والرّبيعِ و الضِّياءْ
يَجْتاحُني …حَنينُ شوْقٍ جَارفٍ إلى اللّقاءْ
شَوْقِ الضّرير للضّياءِ والغَريق للهَواءْ
شَوْق الدّفينِ یَنْبُش اللُّحُودَ…يَنْسِفُ الثّرَى
یُمزِّقُ الكَفنْ
شَوْقِ السَّجينِ یكْسِرُ القيودْ…
ويَخْرِق الحُدُودْ..
یَطوِِي المَدَى..يَزْدَرِدُ الزّمَنْ
شَوْقِ السّفينِ للرّياِح… للعُبابْ
شوْقِِ الفَراشِ للمُرُوجِ…و الجُذُورِ للتّرابْ
شَوْقِ الصَّدِيِّ للشّرابْ
والعَاشِقِ المَحمُومِ للرُّضَابْ
واللّيْلِ لابْتِسَامةِ النّجُومِ و القمَرْ
و الفجْرِ للنّدَى و شَهْقةِ الشُّعاعِ
و الثّرَى لمُزْنةِ المَطرْ
شوْقِ الكَسيحِ لانْتِشاءَةِ الخُطى
و رَنّة القَدمْ
شوْقِ الجريحِ لاْنْدِمالِ الشّرخِ في أوْرِدَة الألَمْ
ألمْ…ألمْ…
سَيَهْزِمُ الشَّوقُ العدَمْ
وترقُصُ الحُرُوفُ في عُرسِ الجَمالِ و النَّغَمْ
اليوْمَ هَا أنا…في لحظةٍ فارقةِ ..خارِقةِ ..يانِعةٍ.. ورقاءْ
أريدُ أنْ أعيشَ منْ جديدْ
أريدُ أنْ أحِبَّ منْ جَديدْ
أريدُ أن أعانِقَ الأشْعارْ
أريدُ أنْ أمارسَ الإبْحَارْ
أنْ أسْتعيدَ نبْض إحساسِي الّذي
فقدتُهُ منْ زمنٍ بعيدْ
انْ يَسْتعيدَ السّندبادُ فيَّ بَعدَ أنْ قدْ طَلّقَ البِحارْ
حُرّيةً قد بَاعَها..و نامَ في زنْزانةِ العَبيدْ
وابْتاع بالهَوى والدّفْء والسّلامِ و الجَمالِ
كُتْلةً منَ الصقيعِ في جزائر الجليدْ..
ألمْ…ألمْ
أرومُ ان أُعيدَ للسّطورِ والرُّؤى والحبرِ والقرطاسِ جذْوةَ القلمْ
اريدُ انْ اعيدَ للعيونِ نُورَها
وللشّفاهِ طَلَّها و فُلَّها
و للضُّلوعِ شوْقَها و عِشْقَها
أَعِيذُها منْ خفْقة النّدمْ
حتّى تخُطّ في أسْفار أشْعارِ الجمالِ و الهَوَى
أسْطورةَ الشِّيمْ…و قصّةَ الألمْ
ألمْ..ألمْ..ا
أريدُ أن أعُودْ
ألمْلِمُ الأشلاءَ و الشّظايا
أشلاءَ أوْراقي و أقْلامي و إحسَاسي الفَقیدْ
وأنْتَضِي عن جَسدي سَحائبَ الغُبارِ والصّديدْ
تلكَ الّتي تراكمتْ..تراكمتْ..تراكمتْ
وغطّت، الجُدْرانَ و الابْوابْ
وغطّتْْ الهواءَ و التّرابْ
وغطّتْ العيونَ و المَسامْ
وسَدّتْ الشّريانَ و الوَريدْ..
واغتالتْ القلمْ
.ألمْ ..ألمْ
3》-《هل يا تُرَى سيَهْزمُ الشّوْقُ العَدَم؟》
لكنْ ..متَى أعُودْ؟
هلْ يا تُرى أقدِرُ أنْ أعُودْ؟
هل يا ترى يَذُوبُ في أناملي الصَّقيعْ
و ينْتشِي في قلمي الرّبيعْ ..؟
و تزْدَهي الوُرودُ في سِلالِ عشْتارِ النَّدَى ؟
يَرفُّ دفْءُ قبلةِ البَعثِ على شِفاهِها
وينْبتُ العشبُ على خُطى نِعالِها
و ينْتَشي تمُّوزُ.. يَسْتفيقُ منْ غيْبوبة الرّدَى
و يسْكرُ الرُّضابُ في أُهْزوجةِ الأقْلامِ و الرَّبابْ
و يُهزَمُ الغيابْ
و تُصعَقُ الحِممْ…و يُصرَعُ الألمْ
ألمْ.. ألمْ
إذنْ ..لماذا …كلّما همَمْتُ أن أعُودْ
يرتادني الإحساسُ بالعجْز وبالضّياعِ والشّرُودْ
قابعةٌ انا في جُزُرِ الصّقيعْ
و في وَريدي جمَدَ الحَنينُ و النَّجيعْ
أجِدُني مازلتُ رغْم الشّوْق في الْتِيَاعْ
هائمةً بلا شِراعْ
مثْلومَةَ اليراعْ
مقْطوعَةَ البَنان والذّراعْ
مازلتُ رغْم الشّوْقِ و الحَنينِ في انْكِسارْ
سَجينةً في جزُر الإفلاسِ والبَوارْ
منْثورةَ الأوراقْ..
موْتورةَ الافكارْ
مازلتُ رغْم الشّوْق..و الحنينِ و الإصرارْ
مكسُورةَ الإحساسْ..
مخْنوقة الأنفاسْ…
مكتُومة الاجراسْ
يخنقني الدّوارْ …يقْتاتُني الألمْ
ألمْ..المْ..المْ
و كلّ ما في داخِلي..و الأرضِ و السماءْ
أنشودةُ العدمْ..
لحنُ امْتزاجِ اؔهةٍ منْ صبْوةٍ و شقْوةٍ و غمْ
بنقطةٍ منْ حبرٍ …ودمْعةٍ من دمْ..!
ونُتْفةٍ منْ جثّةِ القرطاسِ و القلمْ
ألم! ألم! ألمْ
أنشُودة الأشْواق و الغيابِ و الألمْ! ….
متَى؟ ..متَى.. سَيهْزمُ الشّوقُ العدَمْ ؟؟؟
الشاعرة《سعيدة باش طبجي☆تونس》
《 ديسمبر2017 》
Discussion about this post