فراشة الشعر التونسي سليمى سرايري تكتب….
مازلت هنا…
ليس كل من يبتسم سعيدا ولا كلّ من لبس الألوانَ، مبتهجا..
أشياء كثيرة تجعلنا مجبرين على تلك الإبتسامة حتى لا نحزن الذين حولنا…
.
مَازِلْتُ هُنَا
أَعُدُّ شَهَقَاتِ الفُصُولِ الَّتِي تَرْمُقُنِي وَتَضْحَكُ
فُصُولٍ لَا أُوَدِّعُهَا
حتماً سَتَعُودُ فِي العَامِ المُقْبِلِ لِنَحْتَفِيَ مَعًا…
أَنَا لَا أُعْلِنُ للمَارِّينَ عن عِيدِ مِيلَادِي
نَسِيتُ مَتَى وُلِدْتُ
مَتَى كَبُرْتُ حَتَّى الذُّبُول
وَمَتَى، سَأَمُوتُ…
مَنْسِيٌّ أَنَا كَرِوَايَةٍ قَدِيمَةٍ
مُزْدَحِمَةٍ أَحْدَاثُهَا
غَامِضَةٍ نِهَايَتُهَا كالأَفْلَامِ الَّتِي لَمْ تَنْتَهِ
أَنَا الأَبَدِيُّ الَّذِي لَا يَتَّسِعُ
لَا يَكْبُرُ وَلَا يَقْصُرُ
فَقَطْ أَسْتَقْبِلُ الشَّمْسَ فِي الصَّبَاحِ
وَأَبْكِي طَوِيلًا وَهْيَ تُلَمْلِمُ خَصَلَاتِهَا الذَّهَبِيَّةَ وَتُغَادِرُ
وَاثِقَةً أَنَّنِي سَأَنْتَظِرُهَا هُنَا لِأَكْتَمِلَ بِهَا
أَتَوَسَّلُ العَابِرِينَ كَيْ لَا يَزْدِحِمُوا
وَالجَالِسِينَ كَيْ يُغَادِرُوا قَبْلَ عَوْدَتِهَا بِدَمْعَتَينِ
لَا أَحَدَ غَيْرِي عَلَى حَافَّةِ الرَّصِيفِ
عَالِقًا فِي تَجَاعِيدِ اللَّيْلِ
يُحِيطُ بِسُبَاتِ المَدِينَةِ النَّائِمَةِ
لِيَبْلُغَ عُذْرِيَّةَ الصَّبَاحِ.
–
Discussion about this post