☆《فِي شِعَابِ النَّوَى 》☆
فاضتْ دِناني أسًى و اغْتابَني ناسِي
لمّا رأوْني أعُبُّ اليأسَ منْ كاسِي
لمْ يفْهمُوا ما الّذي أزْرَى بأنْسِجتي
لم يفْقهُوا ما الّذي قدْ حاقَ بالمَاسِ
لم يفْهَمُوا صَبْوتي.. أحصَوْا عليّ
أهازيجي و قافيتي ..خفْقي و أنْفاسي
أضْحَيْتُ في مُهْجة الأشْعارِ أُُحجِيةً
أوْ وَهْمَ آل سَرى..أو نَفْثَ وسْواسِ
لمْ أدرِ هذا الّذي يَفْري مُخَيِّلَتي
لمْ أدرِ هذا الّذي يَغْتال قِرطاسِي
مَكْلُومَةٌ بالجَوَى أقلامُ مِحبَرتي
مَكتُومَةٌ بالصَّدا أصواتُ أجْراسِي
ها إنّني في هَجيرِ الهَجْرِ قابِعةٌ
قد لفَّني البَردُ مِنْ(راسِي إلى سَاسِي)
واليأسُ في غفْلةِ الآمالِ يَطحَنُني
بِشِدقِ غُول التّجَافي طحنَ أضْراسِ
شَوْقِي إلَیْکَ غَزَا نَبْضِي وأخْيِلتي
والوَجْدُ عَرَّشَ فِي حِسِّي وإحْسَاسِي
والعِشْقُ ضَوَّعَ فِي دَمِّي وأوْْردتي
جمْرًا و عطْرا کمَا الأشْذَاءُ فِي الاؔسِ
تَعالَ واؔنْبُتْ هُنَا فُلًّا عَلَی رِٸَتِي
وانْضُد زُهُورك تِيجَانًا عَلى رَاسِي
وَاسْنِدْ أرِيجَکَ تحْنانًا عَلى كَتِفِي
وانْفَح وِصَالَك رَيْحَانًا بأنْفَاسِي
وکُنْ وُرُودًا تُشِیعُ الأمْنَ فِي حَدَقِي :
العِطرُ مِبْخَرَتِي و الشَّوْکُ حُرَاسِي
وكُنْ رَحِيقًا بشِرْیَانِي وقافِيتي
وشَهْدَ حِبْرٍ بأقْلَامِي و كُرّاسِي
فأنْتَ بَحْرِي و شُطْاؔنِي و أشْرِعَتِي
وأنْتَ فِي رحلة الأوْجاعِ أفْراسِي
وأَنْتَ جَمْرِي و خَمْرِي۔۔نَسْغُ دَالِیَتِي
نُورٌ یُراقِصُ لَهْبَ النّارِ في الکَاسِ
وأنْتُمُو يا رِفَاقَ الشّعرِ. يا سَندِي
لا تَرشِقُوني بأرجَاسٍ…و إبْخَاسِ
لا تَعذِلوني ولا تبْكُوا علَى وجَعِي
لا تُعلِنوا للورَى عُقْمِي وإفْلاسي
بل فاعذِرُوني وكُونُوا في النَّوى صِلَتي
كُونوا غِراسِي وكُونوا شَدوَ أعراسِي
قُودُوا معِي فِي خِضَمِّ الشّوْقِ مَركَبَتِي
كونُوا شِراعِي ورُبّاني ونِبْراسِي
لَا تَتْرُکُوني یُضِیعُ البَحْرُ بَوْصَلَتِي
فِي الغَمْرِ (أضْرِبُ أخْمَاسِي بأسْداسِي)
وفِي شِعَابِ النَّوَی تَنْسَلُّ أجْنِحَتِي
یَغدُو مَصِیرِي (کَعَبَّاسِ بْنِ فَرْنَاسِ) ☆
☆ الشاعرة 《سعیدة باش طبجي☆تونس》☆
Discussion about this post