بلقاسم بن سعيد .. تونس
تتخبط جل المجتمعات العربية إن لم أقل كلها في مشاكل جمة
و تعاني من مركبات التخلف و الجهل و الوعي
الفعال بمتطلبات المرحله بينما تغط طلائعها و نخبها في نوم عميق ما عدا بعض المحاولات و المجهودات الفردية القاصرة للأسف الشديد على
الوصول إلى السواد الأعظم من أبناء هذه المجتمعات ، تتعدد أوجه القصور و اللامبالاة لدى
الطلائع و النخب حيث تتكاثف الإنتهازية و الوصولية في صفوفها و تنحدر شعلة النجاعة و الفعل لديها إلى أسفل السافلين.إن الإرتقاء في الحصول على أهم الشهائد و المحاصيل المعرفية العلمية و الأدبية منها ليست ذات معنى إن لم تكن فاعلة و تؤشر للنهوض بالمجتمعات و سعيها إلى مصاف التقدم و الرقي الحضاري و عيش حياتها كما يجب أن تكون،إن إستقراء التاريخ الإنساني
يوضح لنا بجلاء أن المراحل المفصلية في تاريخ الشعوب و المجتمعات هي التي خاضت فيها نخبها
و طلائعها معارك جبارة ضد الجهل و التخلف و الرسوخ في الرداءة و الإنحطاط الفردي و الجمعي و حققت إنتصارت مهمة بتثبيت الوعي الثقافي و الإجتماعي و الأخلاقي. إن المطلوب عاجلا و ليس آجلا هو تحمل هذه الطلائع و النخب مسؤليتها كاملة و الذهاب ملياً في تكريس المهمة المناطة بعهدتها لتلج التاريخ هي و مجتمعاتها من الباب الكبير و المراهنة على الفعل و النجاعة و هذا يتطلب الخروج من أبراجها العاجية و النزول إلى أعماق المجتمعات و الإصداع بالرأي و الجرءة في
الدفاع على طروحاتها و الإنكباب على تجسيم مكتسبات الحداثة معنى و مبنى .
قد تبدو المهمة صعبة جداً في هذه المرحلة التي
تطغى فيها المصالح الفردية و النزوع إلى الإنكفاء بالذات و السعي المحموم و راء الخلاص الفردي و الربح السريع و الإستهزاء على المصلحة العامة و توارى الرغبة في خدمة الآخرين إلى الوراء و لكنها
ليست مستحيلة متى ما إقتنعت هذه الطلائع و النخب بجدوى فاعليتها و قدرتها على التغيير.
Discussion about this post