كتبت / ساندي عادل
أصبحت التكنولوجيا و الهواتف الذكية جزء لا يتجزأ من حياتنا اليومية بل وصلت بالنسبه للبعض الى الأدمان فلا يمر يوما بالنسبة للبعض إلا بتصفح مواقع التواصل الاجتماعي والتواصل مع الاصدقاء والاهل عبرها وهنا اعود بالذاكرة الى ايام الطفوله و حكايات السلف من عائلتي عن الرسائل الورقية ” الجوابات ” و كيف كان يتم التواصل مع الاهل في الداخل أو الخارج عن طريق إرسال الرسائل الورقية و انتظار الرد من الطرف الآخر والذي قد يستغرق شهر.
كنت ايضا استمع الى حكايات الحب و الأشواق في تواصل المحبين عبر هذه الرسائل الورقية و التفنن في اختيار الكلمات التي تعبر عن مدى عمق و صدق هذا الحب و اللهفه بل و تفنن البعض بنثر رذاذ العطر أو وضع بضع ورقات من الورود لإعطاء الرسالة من روح الراسل و لكني ما اراه الان عن قصص الحب عبر وسائل التواصل الاجتماعي ما هي الا مزحه و تسلية فأصبحت العلاقات بارده و أصبح التعبير عن الحب بالإيموجي ” الملصقات ” .
ما زلت أتذكر منذ بضعة سنين و في سنوات الدراسة كان لابد من وجود الكشكول و الأقلام في حقيبتي و حتى عند دخولي الحياة العملية كان لابد من وجود مذكرة صغيرة و قلم في حقيبتي لتدوين الملحوظات و لكن الان اصبح كل شئ يدون عبر الهواتف الذكية بالنسبة للجيل الجديد اما فكرة الورقة و القلم أصبحت كما يقولون
” دقه قديمه ” و كأنني من كوكب أخر .
مما لاشك فيه ان وجود التكنولوجيا سهل على الكثير الحصول على المعلومات و حتي أصبح من السهل الحصول على أخبار العالم في ثواني من حدوثها و حتى الكتب أصبحت أغلبها موجودة على صفحات الانترنت و أصبح جزء كبير من الجيل الحالي يحصل على كتابه المفضل من صفحات الانترنت و لكن اين متعة القراءة الورقية و لمس أوراق الكتاب و رائحة حبر الجرائد في الصباح الباكر التي أصبحت تتلاشى رويدا رويدا .
و حتي مؤخرا ظهرت فكرة تداول العملات الرقميه و أشهرها
” بيتكوين” و هي عملة رقمية أنشئت في عام ٢٠٠٩ و تم التداول بها في عدة دول عالمية و هي عملة لا مركزية أي لا تخضع للبنوك و يتم بها الشراء والبيع عبر صفحات الانترنت و لها سعر صرف مقابل لها بالدولار الأمريكي و انتشرت في الدول العربية مؤخرا وحصلت على اهتمام إعلامي كبير في الفترة الماضية بل أصبحت بالنسبة للبعض استثمار مثل التداول في البورصة .
و هنا يأتي سؤال هام هل ستشهد البشرية يوما ما اختفاء الأوراق المالية ايضا و يتم التعامل و تبادل الشراء و البيع عبر العملات الرقميه كما اختفت من حياتنا الورقة و القلم و صار اغلبنا أسيرا للتكنولوجيا و اصبحت أحاديثنا و تواصلنا الاجتماعي مع الأهل والأصدقاء عبر شاشة الهواتف الذكية.
Discussion about this post