للشاعرة التونسية سنية مدوري
متابعة :الاسعد الحرزي
“القُبلةُ الحمراءُ آلهةُ النبيذِ…”
تقولُ عاشقَةٌ وتُتْرِعُ كأسَ شهوتها
وتمضي في اختبار اللّيلِ.
هلْ تتوافدُ الأقمارُ صوْبَ كنائسِ المعنى
وتغفو في أديم الرّوحِ؟
هلْ يتكتّمُ التفّاحُ عنْ مأساتنا؟
فَهناكَ في أقصى الهشيمِ تثاءَبَتْ أوزارُنا:
بنْتٌ تحدّثُ قَلبَها اللوزيّ عنْ صَبواتِ عشْقٍ جامحٍ
وتُبرّرُ الأوجاعَ بالقُبَلِ الطريّةِ، خلفَ سور المدرَسَهْ..
بنْتٌ تباغِتُ نُضْجَ نهديها بحمّالات صدْرٍ بائسَهْ..
بنْتٌ تُفكُّ رُموزَ جسْمٍ ناعِمٍ، تُهديهِ فوقَ رصيفِ لَيْلٍ باردٍ للعابرينَ
وتفتَحُ القُفْلَ النديَّ بهَسْهَسَهْ..
بنْتٌ تُعيدُ صياغَةَ العذْريّةِ الحمقاءِ بالمَعْنى
وترْمي بالطُّلولِ المُومسَهْ..
بنْتٌ تُفخّخُ ما تبقى من فحولَةِ عَقْلِها
تبّا لأغلال العقائدِ والعوائد والنّذورِ
سأمنَحُ التفّاحَ شَهقَتَهُ الأثيرَةَ والمُثيرَةَ
لا تلُمْني أيّها الوطَنُ المريضُ بنصفهِ السفليِّ يا
وطَنَ العقولِ المفْلِسَهْ..
سنؤَسّسُ الوَطَنَ الجَميلَ بحرفنا
البيتُ، بيْتُ الآلِهَهْ..
لا دخْلَ للحُرّاسِ في لون الحشايا والحكايَا والهوى
هلْ شهرزادُ تُتمُّ قصّتها اللعينَةَ فجأةً؟
جسْرُ النهايَةِ مقْفِرٌ
وقطارُ منتصَفِ الحديثِ يحيدُ عَنْ تاريخِ لَعْنتِنا
وليْلٌ مُوحشٌ ما أتْعَسَهْ..
Discussion about this post