و استكمالاً لعجائب و مهازل الزمن التي لا تتوقف ، تلك الموجة المتصاعدة التي تعجز الألسنة عن وصفها و تدمي القلوب و تدمع الأعين لمجرد التفكير بها و يُصاب العقل بالشلل التام إن حاول البحث عن مبرر لإرتكابها من قتل لإغتصاب لإنتحار .
حيث بات خبراً يومياً أساسياً تتداولة مواقع و نشرات الأخبار يمر علي مسامعنا و كأنه أمراً مألوفاً ليس حدثاً جلل تقشعر له الأبدان !
فخلال الأسابيع الماضية وقعت ثلاثة جرائم من أبشع ما يكون في تاريخ الإنسانية
أولهم:
هذا الذئب العجوز الذي قام باغتصاب حفيدة زوجته ذات الثلاثة عشر عاماً ، المعاقة ذهنياً بمساعدة و تدبير جدتها لأمها .
ثانيهم:
اغتصاب زوجة بإحدي المقابر بالإسماعيلية أمام زوجها دون رحمة او شفقة على أيدى مسجل خطر بمساعدة ثلاثة من أعوانه تحت تهديد الأسلحة البيضاء.
و قد صدر بالفعل حكم القضاء الذي أثلج صدورنا و هدأ من روعنا بإعدام هذا الذئب البشري عديم الرحمة و الإنسانية، و السجن عشر سنوات لمعاونيه في إتمام جريمته البشعة ، لعل هذا الحكم يكون بمثابة رادع لمثل هذه الجرائم و هؤلاء المجرمين .
ثالثهم :
عرض الأبوين طفلتهم حديثة الولادة للبيع علي مواقع التواصل الإجتماعي بمقابل مادي مطروح لراغبي التبني عبر برامج المحادثات النصية كالماسنجر وواتساب ، بحجة مرورهما بضائقة مالية !
و ما دون ذلك من أخبار عن قتل الأب لإبنته أثناء مشاجرة مادية بينه و بين الأم و قتل الطفلة الصغيرة بعد الإعتداء عليها و قتل الزوج الذي تحرش آخرون بامرأته علي إحدي الشواطئ إلي الأب الذي خدر ابنته لإغتصابها ، لقتل الأخ لأخويه التوأم بدافع الغيرة ، إلي آخره من الأهوال التي إن دلت فلن تدل إلا علي الإنحدار الحاد الذي دفع بنا و بأخلاقياتنا و أعرافنا و ديننا و إنسانيتنا إلي قاع الهاوية ،
لا ندري ما الذي ينتظرنا أم أنه من أعمالنا سُلط علينا لنستفيق و نتطهر من أدران نفوسنا و ندعو الله أن يجعل لنا من بعد عسرٍ يسر .
هل ندرك و نتيقن من مسببات الكارثة التي ما زالت مستمرة علي أشُدها لنقف علي الحلول القاطعة ؟
و إن قتلناها بحثاً فلن نجد حلولاً ناجزة سوي تطوير “الخطاب الديني “الذي وُعدنا سنوات بتجديده، لكن لم يتجدد به شيئاً سوي ملابس الدعاة اللهم إلا قليلا ،
لتعريف أجيال جديدة بجوهر دينها الحق و استردادها من الخروج عنه و التمرد عليه و النفور منه بفعل مجموعة من السفهاء المنفرين !
و إعادة صياغة منظومة التعليم كما نحلم و نتمني و بما يليق بتطلعاتنا لمستقبل أفضل و أجيال جديدة من المتعلمين بحق ليس مجرد أعداد من الجهّال الحاملين للشهادات الجامعية !
و الأخلاق التي اختفت و لم يعد أحد يعرف عنها أي شئ خاصة في تلك السنوات الثقال و تحديداً لدي الأجيال الجديدة !
و الفنون و الثقافة و الإعلام الذين هم بأشد الحاجة إلي التغيير و التطهير و العودة بالقيم و المبادئ و الإنتماء و الوطنية و التكافل و القدوة الحسنة التي يتشكل بناءً عليها وجدان أجيال بعينها مثلما كان بالماضي الغير بعيد قبل هبوط المنحني للقاع علي أملٍ قريب بصعوده من جديد إلي القمة كما هو المعتاد علي مر التاريخ .
اللهم أصلح أحوالنا و طهرنفوسنا و احفظ مصرنا
Discussion about this post