دياب سكري .. مسيرة انجاز وابداع ..
بقلم : سلمى صوفاناتي
تميز بخلفيته الاسلامية .. واغانيه الروحانية التي تمجد اخلاق الاسلام .. عني بالتراث الشعبي وتتلمذ على ايادي كبار الاساتذة والملحنين .. كان والده احد ابرز المنشدين في دمشق وماحولها .. مما جعله يرتع ضمن بيئة خصبة .. ومنبت كريم .. وجذور طيبة .. جال العديد من الدول العربية والاوربية امثال : بلجيكا ، الكويت ، تونس ، باكستان ، دبي ، الاردن ، لبنان .. وحصد الكثير من الجوائز والتكريمات العالمية .. شارك في مسلسلات تلفزيونية عديدة منها .. ليالي الصالحية ، قيثارة الروح ، برنامج يارب ، تمر حنا ، الوان .. بالاضافة الى مشاركاته بحفلات المعهد العالي للموسيقا .. عمل مع العديد من الفرق .. اوركسترا الجاز السوري ، فرقة انانا ، فرقة الشام للتراث .. وابرز المحطات في حياته بانه كان عضوا برابطة المنشدين .. وصولست فرقة زنوبيا للفنون الشعبية .. احيا حفلات عديدة منها ( art) القاهرة ومسرح مترو المدينة في بيروت .. من مواليد عام 1969 .. كان دابه الوحيد الحفاظ على القيمة التراثية للاغنية السورية والاناشيد الاسلامية في عصر الانحلال والاعمال الهابطة والمتدنية .. استطاع ان يدخل التاريخ من اوسع صفحاته ليثبت اسمه في سجل العظماء والخالدين .. ينقشه بماء الذهب العتيق .. دياب سكري .. اسم من ذهب ..
على لسان هذه الايقونة انقل لكم :
بداية انطلاقتي حين كنت اتردد على الزوايا وحلقات الذكر .. واشارك بالانشاد الديني الذي تجذر في روحي وقلبي معا .. ثم انتقلت لاطور هذه الموهبة على مستوى اكاديمي .. فتتلمذت على يد كبار الاساتذة والمنشدين امثال : فؤاد خلطماني ، حمزة شكور ، سليمان داوود ، ناهيك عن كوني ابنا لاحد كبار المنشدين في دمشق .. المنشد السوري احمد سكري والذي اسميت فرقتي انذاك على اسمه ( فرقة المرحوم احمد سكري ) ومن الطبيعي ان اتاثر بوالدي وعائلتي التي اتسمت بالعراقة والاصالة .. تبلورت الامور لدي وحاولت ان اطور نفسي وبعد ان كنت عضوا في رابطة المنشدين ولي الفخر بذلك .. اصبح لي فيما بعد فرقة خاصة وانتسبت لفرقة زنوبيا .. عملت معها مدة سبع سنوات .. لتكون منعطفا هاما لاتساع شهرتي .. بدانا بتقديم الموشحات السورية وكان لنا دور فاعل في هذا السياق .. بالاضافة الى الاناشيد الدينية التي ترافقها فرق المولوية .. وكان احد ابرز اعضاء الفرقة انذاك العازف الشهير عدنان جارور .. وهو عازف قانون من الطراز الاول .. كان معنا خبراء من روسيا .. لان قائد الفرقة يمتلك رؤية مختلفة عن باقي الفرق .. كان يعنى بالتوزيع الصحيح .. يمتلك رؤيا موسيقية اضافة الى كونه مؤلفا للنوتة الموسيقية ..
لا انكر ابدا والدي الذي كان له دورا فاعلا ومؤثرا في مسيرة نجاحي .. خاصة بعد انتقاله للدراسة الاكاديمية ودراسة الايقاع على اصوله ..
سافرت مع فرقة زنوبيا القومية .. وقدمنا من خلالها لوحات المولوية والادوار والموشحات بالاضافة الي ابرز اللوحات التراثية .. والفلول الشعبية .. وفي عام 1999 شاركت بمهرجان الفرين بالكويت .. ومن ثم فرنسا .. وتونس .. وكان لي عدة مشاركات في دول اخرى حصدت من خلالها العديد من الجوائز والتكريمات .. اود الاشارة الى نقطة هامة وهو ان الموسيقا الشرقية تمتاز بالربع الشرقي الذي لا يستسيغه الغرب .. فهم يعتمدون فقط على مقام العجم ومقام النهواند ومقام الكرد .. عندهن نص .. اما نحن عندنا الربع الشرقي .. مثال على ذلك عدة نغمات لا يتم ظهورهم على النحو الصحيح الا من خلال الموسيقا الشرقية .. امثال : الصدى ، الرصد ، الحجاز ، السيكا .. هذه النغمات شرقي الحجاز .. اما الموسيقا الغربية فهي تقتصر على النص اما عجم او كرد او نهواند(الميجور ، والمينور ) كنا نوظف الموسيقا رؤيا سمعية وبصرية لايف غير مسجلة .. ربما يصعب على الغرب فهم لغتنا .. لكنهم استساغو الالحان والصوت من خلال رهافة الحس .. ومحاكاة الروح .. فالفن كالحب لايحتاج الى لغة .. لاشرقية ولا غربية .. وحين تطرب الاذن في هذا العالم نلقى رواجا لهذا الفن حينما يكون متاصلا ..
بالنسبة لعملي مع فرقة انانا فقد قمنا بتسجيل لوحات مولوية .. سجلنا ايضا ليلة مرصعة بالنجوم .. والعديد من الاعمال .. التي قدمت بحلب عاصمة الثقافة .. مشاركاتي بفرقة قوس قزح كانت عبارة عن موشحات دينية من الحان زهير منيني .. اعتمدوها في حب .. ولكون الموسيقا رسالة محبة وسلام .. فان رسالة السيد المسيح هي ايضا رسالة حب وسلام وكان لي دورا في ايصالها للمتلقي عبر مشاركاتي ..
كانت اخر فعالية شاركت بها فعالية قصر العظم التي اقيمت تزامنا مع احتفالات شعبنا بذكرى حرب تشرين التحريرية .. اضافة الى الاحتفال بمولد اكرم الخلق محمد بن عبد الله عليه ازكى الصلاة واتم التسليم .. الفعالية الاخيرة بالخط العريض عبارة عن اضاءة على خمس ملحنين .. ابو خليل القباني .. مجدي العقيلي .. عمر البطش .. زهير منيني .. وسعيد فرحات .. بالاضافة لبعض الموشحات السورية العريقة التي لاقت رواجا واستحسانا وتفاعلا كبيرا لدى الحضور الغفير .. الذي اثبت لنا ان حال الاغنية التراثية لازال على مايرام .. ولا زال هناك سميعة تتذوق الفن الاصيل وتقدره .. وقد سبق لي ان غنيت لسيد درويش وزكريا احمد .. هذه الحالات النادرة .. التي نفتقدها في عصر الانحلال الاخلاقي والهبوط الفني .. ومن خلال منبري هذا اتوجه برسالة خاصة للمؤسسات الثقافية المعنية .. بدعم تلك الحفلات والعناية بها .. وتكرارها .. لان المجتمع لازال بحاجة لنكرس له الية تثقفه فنيا وسماعيا .. اتقدم للجهات المعنية بضرورة دعم المهرجانات .. كي يكون هذا الفن اوسع انتشارا .. ونحن في جاهزية تامة لنكون سفراء حقيقين للفن السوري بكل انحاء العالم .. ولازلنا الى الان نمتلك القدرة على تحصيل الجوائز ونحقق قفزة نوعية على المستوى العالمي .. ختاما : اتقدم باسمى ايات التهاني والتبريكات للامة العربية والاسلامية بمناسبة حلول ذكرى مولد خير البشر سيدنا محمد صل الله عليه وسلم .. كل الشكر لادارة صحيفة الرواد نيوز على هذه اللفتة الكريمة .. والشكر الكبير للدكتور الاعلامي اشرف كمال ودولة مصر الشقيقة .. وللصحفية الراقية سلمى صوفاناتي التي اجرت هذا الحوار بكل حرفية ومحبة لمهنتها .. دمتم بالف خير
Discussion about this post