النادي الثقافي أبو القاسم الشابي(نادي القصة ) ينظم ندوته الجوية الثانية في ربوع جندوبة وعين دراهم ويحتفي بابن الجهة الأديب الكبير “أبو بكر العيادي” بحضور أكادميين جزائريين.
بقلم الناقد البشير الجلجلي
إن الذهاب إلى الجهات والتعرف إلى كتابها ودراستهم نقديا والنظر في أعمالهم وتكريم أعلامهم الأدبية …هو من الأهداف التي حملتها الهيئة الجديدة لنادي القصة بالوردية بالجمهورية التونسية…فقد تعرفنا إلى قابس وكرمنا أديبها محمد الباردي ثم كانت وجهتنا جندوبة لتكريم أديبها (أبو بكر العيادي) لنحط الرحال في القصرين لتكريم علمها محمد رشاد الحمزاوي وبعدها تختتم السنة بالحمامات بالندوة الرابعة لتكريم رجل الأدب والمسرح عز الدين المدني…ونعلن نتائج جوائز محمد العروسي المطوي في فنون القص ونقده (رواية وقصة ونقدا)
وهي رحلة بطوطية في ربوع تونس لنؤسس لأدب الجهات ونرسم خطوط طول جديدة للأدب التونسي لا يقتصر علىالمركز…
وهو ديدننا في الندوة الثانية
“صور الواقع بأقلام كتاب من جندوبة
ندوة ” تكريما ل(أبو بكر العيادي) والتي كانت انطلاقتها بالمركب الثقافي عمر السعيدي حيث
نشط الافتتاح الأستاذ رضا بن صالح نياية عن رئيس النادي الأستاذ سمير بن علي وحضر الأستاذأحمد الشوباني المندوب الجهوي للشؤون الثقافية بجندوبة
والأستاذ نور الدين أحمد بنخود رئيس مخبر السرديات بكلية الآداب والفنون والإنسانيات بمنوبة حيث قدما كلمة وضعا فيها الندوة في إطارها،
واستهلت الندوة بالجلسة العلمية الأولى؛ حيث أدارها الأستاذ الهادي الخضراوي، وقدم ثلة من الأدباء والباحثين مداخلات:
ومنهم الأساتذة والأدباء: مسعودة بوبكر
و رضا بن صالح
و أحمد ممو
بحضور عديد المثقفين بالجهة.
أما اليوم الثاني فخصص للجلسة العلمية الثانية
بالمعهد الثانوي عين دراهم..
وقد ترأس الجلسة الأديب أحمد ممو
وقدم الباحثون مداخلات هامة
كفيصل عبيد
ونور الدين بن خود
و سمير بن علي و فيصل الشطي
و عبد الرزاق السومري
و طارق الناصري
بحضور عديد المثقفين بالجهة…والتلاميذ ومدير المعهد وبعض الإطار التربوي…
أما الجلسة العلمية الثالثة فتواصلت
بالمعهد الثانوي عين دراهم..
وأدارتها الناقدةهيام الفرشيشي وقدم المحاضرون ورقات مميزة
فاشتهل الأستاذ عبد الرزاق السوموري المداخلات
ثم الناصر معماش(الجزائر)
فالبشير الجلجلي
و لطفي زكري
و عاشور بوكلوة(الجزائر)
و طارق العمراوي
.ليختتم اليوم الثاني بتكريم لضيف الشرف (أبو بكر العيادي) والناقد عبد الرزاق السومري وتوزيع شهائد التقدير للضيوف …
وخصص المساء لفسحة حرة لمصافحة الطبيعة زيارة لشلالات بني مطير ومناظرها الجميلة…وقد تطوع الحاضرون بالقيام بحملة نظافة يقودهم الشيخ الناقد رضا بن صالح أمين مال نادي القصة… متنقلا من السرديات البينيّة إلى السرديات البيئية حجته أنه يحمي الطبيعة ليزورها أبناؤه.
ثم نزلنا جميعا بعد شرب كأس شاي من يد العم رابح إلى سد بني مطير الذي يعود تشييده إلى فترة الاستعمار…فلاحظنا نقصا كبيرا في الماء…وهو ما يطرح سؤالا حول القاعدة المائية في تونس وسنوات الجفاف التي هددت البلاد…
فاحتضنتنا عين دراهم …وشكت أوجاعها وتعرج طرقها وخطها الأصفر المفرد الذي يشبه طرق أستراليا…مدينة مزروعة في قلب الشمال الغربي فتكلمت سردا وصورا للواقع في جندوبة…بعدما غطت كتب العيادي أيادي تلاميذ معهد عين دراهم…في صورة لن تمّحي من أذهان التلاميذ وهم يكرمون العيادي ويأخذون كتبه ليعيشوا الواقع والخيال في الآن ذاته…في صورة ارتأتها الهيئة المديرة الجديدة لنادي القصة أن ترسخ في الذاكرة الجماعية لأهالينا في ولاية جندوبة…
اما اليوم الختامي فخُصص لجلسة حوارية مع ضيف الشرف (أبو بكر العيادي)بالمقهى الثقافي لافوچار…عين دراهم…شراكة بين نادي القصة ومخبر السرديات والدراسات البينية بكلية الآداب والفنون والإنسانيات بمنوبة
وأدار الجلسة الأستاذ البشير الجلجلي
بحضوركل الهيئة المديرة لنادي القصة…(الأساتذة سمير بن علي ورضا بن صالح وأحمد القاسمي وأحمد ممو وهيام الفرشيشي)
وضيوف نادي القصة من تونس والجزائر..
حيث باح الضيف بكوامن النفس متحدثا عن البدايات معلما ولاعب كرة قدم بالنادي الإفريقي…ثم لاعبا أساسيا في السرد العربي (رواية ونقدا وقصة) و محور دفاع في الترجمة العالمية و نافعا للعقول(قصة الطفل)و كاتب مسلسلات و محرر مجلة قصص…وصحفيا يكتب بالدم لا بالحبر ليعيش في مدينة الضعيف فيها يمّحي..
في رحلة يقول عنها “متعتها أني بدأت من جندوبة وكُرمت اليوم في جندوبة”دائرية هي الحياة…والعيادي نهر كتبَ كل الأجناس الأدبية…وأفانين القول .. رغم ما عاناه وهو ينتظر في مطارات باريس….(30ساعة انتظار)…
فشكرا لضيف الشرف الذي شرفنا بالحضور ولأهالينا في جندوبة وعين دارهم وبني مطير لتعاونهم معنا في المسكن والمأكل والجولات وشكرا المركب الثقافي عمر السعيدي ومديرته والسيد المندوب لما بذلوه وللباحثين وما أفنوه من وقت للنظر في أدب كتابنا بجندوبة من تونس والشقيقة الجزائر وشكرا للصديق عبد الرزاق السومري الذي أعطى دون حدود وللمصورة والمخرجة عبير غزواني التي جملت الندوة بصورها البديعة…ولمدير معهد عين دراهم وبعض الإطار الإداري والتربوي الذي حضر وخاصة للتلاميذ الذين حضروا وناقشوا واستعوا للأدباء ولامسوهم بعدما كانت معرفتهم بهم تقتصر على. الورق…فكانت هذه أولى صور الواقع في جندوبة….
وحتى نلتقي نقول لكم أهلا…. في الندوة الثالثة بولاية القصرين أيام 3-4-5أكتوبر 2022 تكريما للجامعي والأديب محمد رشاد الحمزاوي تحت عنوان:”الذاكرة السردية في القصرين”
Discussion about this post