الاعلامية السورية دعد الايوبي .. فخامة الاسم تكفي.
بقلم : سلمى صوفاناتي
على سفح قمة التالق والابداع .. كان يتوجب عليها ان ترتفع فوق كل التحديات .. وان تقف صامدة كالجبال .. مزنرة بحزام الصبر امام كل العقبات .. كان يتوجب عليها الخروج من منطقة الراحة في سبيل الوصول الى الاهداف .. وكما ان الام في عالم النسور تقوم بازالة القشور والعيدان خارج العش مرارا وتكرارا .. حتى يتعلم صغارها الطيران .. وبالتالي : فان النسر بدافع الخوف يقفز مرة تلو الاخرى خارج العش .. ومع كل محاولة للاخراج يصرخ وينزف ثم ينتفض بشراسة .. مايجعله اكثر شراسة وقوة ..
ضيفة حوارنا لهذا اليوم .. تشرع اجنحتها لتحلق عاليا في فضاءات المجد .. ترفع فترتفع .. ترتقي .. فنرتقي .. تحاكي النسور في كبد السماء .. تحاورهم .. تعنى بهم .. تعيش معهم ادق التفاصيل .. وترصد لنا كل مايجول في رؤوسهم .. ويحول دون ايصال اصواتهم لمحاكاة ذويهم ..
تتنقل بكل شغف في ذلك الفضاء الرحب .. وتحط في جانب اخر على اليابسة .. ربما كان هناك قصص واقعية لازالت مبهمة .. تتوارى خلف تلك القضبان .. قد تحتاج للشرح والتمحيص .. لن اطيل عليكم .. فالمعرف لا يعرف .. دعد الايوبي : فخامة الاسم تكفي ..
تقول ايقونة الصمود : بدات العمل الاعلامي عام 1983 كانت بداياتي في القناة الاولى ، اذاعة دمشق ، بالاضافة الى اذاعة صوت الشباب .. كنت اقوم باعداد وتقديم العديد من البرامج بما يتعلق بشؤون الاسرة ( اقتصاد منزلي ، تغذية ) كان لي كما وافرا من البرامج وفي ظل الازمة كان هناك العديد من الامور التي تعيق تقدمنا .. تقف حاجزا امام اتمام عملنا كاعلاميين .. في عام 2017 حضرت معرضا فنيا لنزلاء السجون ضمن فعالية لثقافي ابو رمانة .. كان المشاركون فيه من نزلاء سجن دمشق المركزي .. وسجن عدرا للنساء .. راقت لي الفكرة على نحو كبير واستوقفتني لتولد عندي حالة من الفضول المشروع للغوص في ادق التفاصيل .. كانت العديد من المحطات تقوم بتغطية الحدث .. ولكن للاسف .. كانت محاور الاسئلة تدور حول ماهية المنتجات .. اجتمعت باحد السادة الضباط المتواجدين في المعرض انذاك .. رئيس فرع سجن عدرا للنساء .. سيادة العقيد : ( رعد سلامة ) وطلبت منه ان احاور المشاركات في المعرض .. باعتبارهن حجر الاساس الذي قام عليه هذا المعرض .. ومن البديهي ان نقوم بتسليط الضوء عليهم ( ظروف عملهم .. كيف تمكنوا من انجاز تلك الابداعات ؟! من اين تم تامين تلك المواد وماهي الجهات الداعمة ؟! ) .. بدات حواراتي مع رواد المعرض اللذين يبتاعون تلك المنتجات .. لاسلط الضوء على القيمة الفنية والجمالية لتلك الاعمال الاحترافية .. وارصد من ناحية اخرى شعور الزبائن وهم يقومون بشراء سلعة يعود مردودها الى اناس بؤساء .. يمكثون وراء القضبان .. تقدمت بطلب رسمي للادارة .. لعمل فلم يوثق تلك التفاصيل مدة عرضه تتراوح بحدود النصف ساعة .. وحصلت على موافقة وزارة الداخلية .. في الحقيقة : عندما دخلت في عالم السجون .. ذلك المكان الذي يترائى للناس بانه مكان مظلم لاضياء فيه .. شاهدت به ورشات عمل .. لم يمنع السور تلك الازهار ان ترتع وتخضل خارج حدوده .. وعندما دخلت السجن التقيت بالعميد ( عبدو كرم ) وهو انسان بقمة الرقي والتواضع .. كان متعاونا معي لانجاح مشروعي فالتعاون شرط اساسي لنجاح اي فكرة .. خاصة بمجال العمل الاعلامي الذي يحتاج الى جهات داعمة .. تزامن عملي مع وجود الرائد : ( وسيم بلال ) حيث قمنا بعدة جولات داخل السجن .. وهناك : ذهلت بما رايت .. العديد من الورشات .. ماهذا ؟! . ورشة نجارة وورشة احذية .. اوه .. يوجد ايضا ورشة للخياطة .. اضافة الى ورشات لاعداد الحلويات .. مطبخ كامل مجهز باجود المستلزمات .. ناهيك عن وجود مركز ثقافي داخل السجن يعنى بالمواهب .. اضافة الى وجود ثانوية داخل سجن دمشق المركزي تم تاهيلها بافضل المدرسين .. ودورات محو امية .. وفرقة موسيقية تدعى ( فرقة الامل ) جميع الاغاني اللذين كانوا يقدمونها من كلماتهم والحانهم وادائهم .. قمنا بتوثيقهم باكثر من سبعين فلم وثائقي .. جميع المحتوى موجود على تطبيق اليوتيوب .. تناولت هذه الافلام مواضيع متعددة بالغة الاهمية .. وكان اول فلم يختص بهذا الشان يحمل عنوان ( الف باء الارادة )
بالنسبة للنزلاء : يتم حشد الطبقة المثقفة في مكان واحد .. لتسهيل امور دراستهم .. ودخولهم في الجامعة الافتراضية .. وتقديم كافة المستلزمات والتسهيلات .. اضافة الى وجود اساتذة من النخبة .. يقومون باعطاء دورات خاصة تساهم في دخول النزلاء في الجامعة الافتراضية .. .في هذا السياق تم افتتاح جامعة افتراضية للسجون .. تختص بشؤون النزلاء .. حضرها عدد من الوزراء .. امثال : السيد وزير الداخلية .. والسيد وزير التعليم العالي .. ومدير الجامعة الخاصة .. اضافة الى قادة الشرطة .. ضمن اجراء فعالية احتفالية .. شاركت فيه فرقة الامل الموسيقية .. وقدمت اغنية عن التعليم .. وقد قام النزلاء انفسهم ممن يمارسون حرفة النجارة وغيرها .. بتهييء تلك الجامعة على اكمل وجه .. وقدمت قيادة الشرطة مشكورة مساعيها .. الحواسيب واهم المستلزمات الضرورية لانجاح هذه المهمة .. اضافة الى عنايتهم بشؤون النظافة الشخصيه والاهتمام بالشؤون الطبية حيث تم افتتاح مركز طبي داخل السجن يتضمن كافة الاختصاصات .. ونقلا عن وزاره الصحة لم تسجل اي اصابات بفايروس كورونا داخل السجون .. دلالة على حسن الادارة والتخطيط المبرمج ..
بالنسبة لبرنامجي خلف القضبان فهو يبث كل يوم ثلاثاء عند الواحدة ظهرا على قناة الفضائية السورية .. هذا البرنامج يعنى بتسليط الضوء على الوجه الاخر للشخصية العسكرية ..سواء كانو ضباط او صف ضباط بالجيش العربي السوري .. او بوزاره الداخلية حيث حيث نعنى بادق التفاصيل .. نسلط الضوء على تلك الجبهة التي لايعرف عنها الناس الوجه الاخر للشخصية العسكريه .. وانا اعتبر نفسي من خلال تلك المنابر المتعددة بانني اقوم بعمل شيء اجتماعي انساني بالدرجة الاولى .. قمت بتقديم هذه البرامج على جميع القنوات السورية وبعض القنوات الاذاعية .. يصب تركيزي في هذه الفتره على اثنين من برامجي .. برنامج خلف القضبان .. وبرنامج ارادة وحياة .. تبث على قناة الفضائية السورية ..
ختاما : اشكر اسرة الرواد نيوز .. وادارتها الرائدة متمثلة بالدكتور اشرف كمال .. كل الشكر للصحفية اللامعة سلمى صوفاناتي .. دمتم بالف خير
Discussion about this post