خليل عربجي .. انا لا احنط النسور بل اسبح معها في فضاءات المجد..
بقلم : سلمى صوفاناتي
كل شيء من الممكن تصوره وتخيله مهما كان غريبا .. وينساق المرء بفطنته من بعد تاكيد وجوده ليخرج ماكان حبيسا في صدره .. ويسمو بافكاره لانجاز شريط سينمائي يسرد فيه مسيرة نجاحه في جو لايخلو من الابداع والتامل .. بحيث تتحول المقصوره الى خليج صغير متفرد .. ويتحول الحلم الى واقع ملموس تعدى حدود الازمنة .. يمتاز حواري هذا بانه ينقسم الى شقين .. فهو يتناول الحديث عن شخص متعدد المواهب لمع في اكثر من مجال .. لابل تعدى حدود الموهبة .. لينقش في قصص الخالدين اسما مرموقا يخلده التاريخ ..ويسمو بانجازاته المميزة
بالاشتراك مع شقيقه جورج عربجي الذي امتهن الحرفة ذاتها .. بوجود فارق واحد بين الشقيقين وهو حصول خليل عربجي على بطولة الجمهورية في رياضة الرمايه والاطباق الطائرة مده عشرين عاما على التوالي .. اما شقيقه جورج فهو لايقل شانا عن اخيه لكون هذه العائلة من العوائل التي حافظت على تراث حرفة نادرة ومميزة توارثتها العائلة منذ حقبة الخمسينات .. فهي اقدم عائلة سورية احترفت مهنه التحنيط من بين عشر عوائل ..
وفي حوار واحد جمع بين الشقيقين كان لابد ان اركز في نقطتين بارزتين .. النقطة الاولى وهي احتراف فن التحنيط والذي يعتبر بمثابة مراه تعكس جمالية الحرفة في الحفاظ على رونق متميز لبعض الكائنات التي حباها الله باشكال متعددة ومتنوعة تدل على عظمة الخالق في تكوين الخليقة .. تناولت هذه النقطة مع الحرفي المبدع جورج عربجي في حين تركت الحديث عن بطولات الرماية للبطل السوري الكبير خليل عربجي .. لاجعل الحوار ثريا ووافيا .. اما عن حرفة تحنيط الطيور يحدثنا جورج قائلا :
اعمل منذ زمن بعيد في مهنة الاجداد التي توارثتها العائلة وعملنا انا واخي في الحفاظ عليها بحيث لم تكن حكرا للاهل فقط بل امتدادا للاصاله والابداع على مر السنين .. تميزت عائلة عربجي بحرفة التحنيط وكذلك صيانة وتصليح اسلحة الصيد .. اظن انهما حرفتان متلازمتان متقاطعتان بان واحد ..
في عام 1950 تم تاسيس هذه الصالة بموجب ترخيص نظامي من الدولة .. اضافة الى اننا نمتلك جناحا لبيع سترات الصيد والقشط وخلافه .. وتعتبر مادة الفورمول هي المادة الاساسية التي نعتمد عليها في هذه المهنة .. نقوم بتفريغ احشاء الطائر ونقعه بالشبه .. ثم حقنه بماده الفورمول وتشكيله بصورة فنية لائقة ..تتناسب مع طلب الزبون .. ابرز الطيور الموجوده في صالتنا من الطيور الجارحة والمهاجرة .. مثل العقاب الابيض .. ابو العنب .. الطير المهاجر .. وجميع انواع الطيور الجارحة كالشاهين والباشق والصقور والنسور بانواعها .. اما عن راس الخنزير الذي تصدر الصالة فقد تم صيده في محافظة درعا قبل الازمة .. اضافة الى ذلك البوم الذي تبدو عليه علامات الشموخ .. ومعظم منتوجاتنا يتم صيدها في غوطة دمشق .. تستطيع ماده الفورمول الحفاظ على هيئة الطير مدة خمس سنوات يتم خلالها بخ الطيور باحد انواع المبيدات الحشرية حفاظا عليه من القمل والعت .. ويتم تجديد حقن الماده الفعاله .. ( الفورمول ) للمحافظة على هذه التحفة اطول وقت ممكن ..
كان لنا مشاركات في معارض محليه تحت رعاية وزارة الثقافه .. نقوم بتاجير الطيور الى القائمين على هذه المعارض .. التي تثبت للعالم جوده منتوجاتنا المحلية ..
اما عن شق حوارنا الثاني والذي كان مع الحرفي المبدع خليل عربجي الذي حاز على لقب بطولة الجمهورية للرمايه والصحون الطائرة عشرين مرة متتالية .. يقول خليل عربجي بهذا الخصوص :
في عام 1993 حصلت على لقب بطل الجمهورية للرماية على مستوى المحافظات السورية .. ثم شاركت على الصعيد الدولي في مسابقة ضمت خمس وعشرين دوله عربية شاركت فيها اهم الدول مثل دبي والكويت .. وحصلت على مجموعه من الجوائز والميداليات .. ثم شاركت ببطولة سنغافورة بعد مرور خمس سنوات وكان معي انذاك وليد خربطلي اضافه الى ابن عمي الذي اختص بنفس المجال .. حصلت فيها على الميدالية البرونزية .. وحزت على مجموعه من الجوائز والتكريمات في عدة دول عربية .. وكان اهم تكريم لي الحصول على لقب بطل الجمهورية العربية السورية في الرماية .. لعشرين مرة متتالية .. ولم يتعارض فوزي مع احتراف وامتهان حرفة الاباء والاجداد .. في تحنيط الطيور وصيانه وبيع الاسلحة ضمن ترخيص نظامي من الدولة .. فهذه المهنة التي اعشقها واتنفسها منذ نعومة اظفاري ( ابا عن جد ) وكم كانت غبطتي كبيرة حين ساهمت في رفع علم بلادي عاليا .. يحلق واحلق معه بجناحي نسر شامخ .. فانا لا احنط النسور فقط .. بل اسبح معها في فضاء المجد .. والمجد فقط ..
Discussion about this post