بقلم: محمد عسكر
على مرمى البصر هناك . على الجهة الأخرى . من الطريق المزدحم . وقفت انتظر هدوء عجلات السيارات القادمة بسرعة جنونية . كانت سنين عمرى وقتها تكتب الثامنة عشر . مازالت الافكار مشوشة . والعقل يرسم بدأ خطواته الغير منتظمة يدعمها قليل من حماسة المراهقة .. ولكن لا اعشق المجازفة لذالك أشرت بيدى إلى ذالك الشاب الوقف على الجهة الأخرى بأن ينتظر قليلا حتى تهدأ السيارات ومن ثم يعبر .. كان ملابسه يبدو من خلالها أنه شاب بسيط يكافح على رزقه . كان ينظر للطريق بعفوية غير مدرك لخطر العبور تمنيت أن لا يفعلها !! وان تحظى روحه بباقى العمر فى سلام ولكن يبدو أن إبليس كان يخاطبه فى عقله قائلا دعنا نعبر لن يحدث شىء تحدثت بعقلى ثانية ما تلك الشئ اللعين الذى تريد العبور من أجله لا شىء يستحق أستعجالك ؟ ولكنه ماذال يصمم على العبور ؛ خطى أولى خطواته فى اتجاه الناحية الأخرى فعلى ضجيج نبضات قلبى يصاحبه أنفاسى المتسارعة وشفتاى تردد صمتا لا تفعلها ارجوك ومن ثم إن تجاوز نصف الطريق . أتت سيارة مسرعه قسمت ظهره نصفين . فتلاشى جسده هاويا على الطريق . وظهر علامتان عليه يدلان على الموت المؤكد بعد اصطدام رائسه بالأرض وهما سقوط الدم من فاه وأنفه وعيناه شخصتان . هرع الجميع إليه بعد إيقافهم للطريق فلم يلحقوا إسعافه قد سبق القدر أقدامهم . صرخ واحد منهم قائلا لنبحث عن شىء يدل على هويته راح يبحثان فى ملابسه على اى شىء يدل على هويته فلم يجدوا إلا خطابا ملطخ بالدماء فى محفظة فارغة اخذها أحد الواقفين وفتح الجواب وبدأ يتلو محتواه فى سرعه لأخبار الواقفين ومن بينهم انا كنت انتظر معرفة محتواه بشدة حتى بداء الرجل يقرأء الكلمات .
عزيزتى نرجس أخبرى والدك انى تحصلت على مهرك .. بعد عملا دام عامين فى الغربة من أجل عشقنا الغالى .. ارسل لكى خطابا ليطمأن قلبك .. ستصبحين لى اخيرا ولن ابعد عنك ابدا ..
راحت ضحكات الواقفين تعلوا ويردد البعض حب بعد فوات الأوان وكأن قلوبهم أصبحت مثل الحجارة لا تأن لموت أحدهم لانه عاشق .. اما أنا فصرت مذهولا مرتعش ينهال من عينى الدمع عرفت وقتها أن ليس كل البشر مثل بعضهم !! وكثيرا منهم ليس لديه القدره على تقدير الأمور كما هيا . وأنه من الجائز جدا أن يضحك على دمائك التى هدرت من أجل من تحب وربما يستهان بقصة عشقك حتى ولو فارقت الحياة وانت على مشارف السعادة مع من تحب . وان البشر ما زالوا لا يقدسون الشئ الذى من أجله خلقت الدنيا . وبدونه تصبح الحياة غابة الكل يعيش فيها اما وحشا أو ضاحكا مثل هؤلاء الحمقى .. عرفت حينها أن لديا وجه نظر مختلفة فى تقدير الأمور فى الغرام علمت ذالك حين كنت شريدا بعدها ويسألنى احد اصدقائى ما بالك ؟ فقلت له مات عاشقا كان مسرعا فى خطواته فقط ليخبرها أنه فعل الشئ الصحيح من أجلها ولكن ضحك الناس على قصة عشقه فوق دمائه . .
Discussion about this post