الكدّ السّاطع،،،، بقلم الدكتورة بهيّة الطشم.
قراءة في لوحة الخيّاطة للرسّام العالمي هارلود نايت ( 1874-1961)
بقلم الدكتورة بهيّة الطشم
تنسج نجمة الأيقونة أمنياتها بالمُوازاة مع حِياكتها للثوب,حيث يحكم الشّغف تفاصيل عملها الدؤوب ويرسم معالم الكدّ السّاطع ليرتدي صاحب الثوب أبهى حُلّة.
وفي سِياق استقراء لغة الجسد لنجمة الأيقونة:
تتشابك الأنامل بديناميّة عارمة ,وتحتضن الابرة (أداة الخياطة) بين حناياها ,فتجمع أجزاء القماش وتحبك خيوطه بجمّ الاتقان كي ترى الفرحة بعيون الغير.
كما يدلّل ميل الرأس للأسفل وتوجيه حاسّة النظر الى القماش على أوج التركيز ابّان حِياكته.
وفي الاطار عينه تعكس طريقة تصفيف الشعر لمسة تفرّغ كامل للعمل كي لا تنشغل الأيادي بالضفائر.
وكذلك نقرأ من طريقة جلوس المرأة أثناء تأدية عملها ارتياحاً يُحاكي توخيّ الدّقة,وبالمُوازاة تتوسط آلة الخياطة منضدة كبيرة موجودة أمام نجمة اللوحة,حيث تستعين فيها المرأة المكافحة في استكمال عملها.
تزدان الطاولة بالقماش ذا اللونين الأزرق والأبيض ,حيث يتماهى اللون الأزرق بالأناقة و يطغى في أرجاء اللوحة بكلّ بهاء.
ويعكس الأصفر انسيابية ساطعة في وهج الانشغال بقيمة العمل وفنّ ادارة الوقت في سيرورة عُمر المرأة,كما ينمّ اللون الأبيض عن الألق الاستثنائي وينغرس اللون الأحمر بعمق العطاء.
مع الاشارة الى أنّ لمسة الألوان الدافئة المتناثرة في أرجاء الأيقونة تحاكي الرقيّ والتفاني دونما منازع .
فعلاً,لقد برعت ريشة الرسّام العالمي نايت بتوقيع هذه الأيقونة العالمية التي تمجّد قيمة العمل في مختلف الظروف الزمكانية.
نايت الذي درس الفنون في مدرسة نوتنجهام وتأثرّ بوالده المهندس المعماري الفذّ ,
فكانت لوحاته بمثابة هندسة فنية رائدة في الخطوط والألوان التي تجذب العين وتحفّز الدماغ بأمهات الأفكار.
Discussion about this post