- كيف لي أن أحب وأنا أخشاه
ناديا يوسف
منذ الأمس واليوم تتابعَ الكلام و الحديث عن الحب بمفهوم يختلف من شخص لآخر.. منهم من يؤيد ومنهم من ينكره ويبقى السؤال ما هو الحب؟؟
وبما أن الآن 14 شباط أو كما يقال عنه عيد الحب دعونا نتحدث عنه قليلاً حسب عدة روايات..
ارتبط هذا العيد بأحد القديسين المسيحيين، البعض قال أنه يقطن في روما والبعض الأخر قال أنه من تورني ومنهم من يقول أن هذا العيد يكنا بالاثنين معاً وبتضحياتهما ولعل القصة كانت مغايرة لذلك
بالنهاية مجموعة من الحوادث يكتبها إنسان يغير فيها مايشاء
هنا لا أرغب بالحديث عن نشأة هذا العيد بقدر ما أرغب بالغوص لاستكشاف وتوضيح ماهية هذا اليوم الذي يتلون العالم فيه باللون الأحمر
حيث تعددت الأساليب والطرق للاحتفال به من إرسال أجمل الورود أو بطاقات المعايدة إلى الهدايا الرمزية أو الثمينة والباهظة وفي بعض المجتمعات كاليابان يحتفل الرجل بزوجته ويعمل على راحتها في هذا اليوم ويريحها من أعباء العمل يقوم هو بكل شيء ..
وهنا أود مناقشة الجانب الآخر للحب ومنعكساته و أثره في المجتمع دون تجميل وتزييف وكيف يتحول هذا الحب .
عندما نسمع بكلمة الحب أول ما يخطر على بالنا العلاقة بين الذكر والأنثى واللذَين يرغبان في تكوين حياة مشتركة بينهما تتحول إلى أسرة ومن ثم يتوزع هذا الحب مابين العائلة كل حسب مفهومه لهذه الكلمة وتبدأ القصة فإما أن يستمر بينهما أو يضمحلّ وقد يتحول في بعض الأحيان إلى غيرة قاتلة وكره لهذه العلاقة التي بدأت بأحلام وردية والتي لا يمكن التنبؤ بنهايتها
لطالما سمعت بهذه القصص الكثيرة من بدء التكوين إلى يومنا هذا ولعل قصص المحبين قيس وليلى عبلة وعنترة روميو وجولييت وووووو لم تكن سوى غيض من فيض حتى بعض الحروب القديمة ارتبطت بكثير من قصص الحب حسب ما تناقلته الروايات وكم من الأشخاص دفعوا حياتهم ثمناً لهذا الحب كونه محرم حسب فهم مجتمع أو بيئة معينة
و كم سمعت بعبارات حُبست في البيت أو ذُبحت على يد شقيقها (باللغة العامية ..غسل العار بالدم) لأنها ارتكبت الخطيئة والمعصية
وكم سمعنا بشخصين من أديان مختلفة أو مذاهب وطوائف مختلفة قد أغرما ببعضهما وتكشّفت في لحظة واحدة كل النزعات الطائفية و الشخصية والقبلية عند عائلاتهم
وهنا يكون الاختيار فإما أن تتغلب عليهم القيود المجتمعية وتفرقهما أو أن يتّحدا معاً ضاربين بعرض الحائط هذه السلاسل التي باتت السجن الأوسع للإنسان
الشق الأخير الذي أرغب بالبحث فيه حالة الشباب وفهمهم للحب لطالما صدمت عندما أسأل أحدهم أتكتب الشعر أو الأدب ويجيب نعم ونطلب منه يُسمعنا ماعنده أو يشارك في مسابقة أو نشاط فيقول وبخجل ولكن أنا لا أكتب إلا النوع الغزلي أو العاطفي وكأنه أصبح نوع من المحرمات والشيء الآخر الذي نراه هو تشويه لصورة الحب حيث أصبح مجرد علاقات غرامية متعددة ومن كلا الطرفين وبالمصطلح الدارج بالعامية ( عصفور طيار ) من زهرة إلى زهرة
إذاً الحب يرمز للعطاء والتضحية والحنان عند مختلف الحضارات سواء قبل حادثة القديس فالنتين أو بعدها والسؤال الذي يتبادر إلى الأذهان لماذا رغم كل هذا الحب الذي نعيشه ونتغنى به نعاني منه لماذا هو مجرد كلام بكلام وشعارات نتبادلها وهذا مايذكرني بحديث العالم أجمع عن حقوق الإنسان وأول مايفعله الإنسان تدمير أخيه الإنسان وهذا عبر التاريخ ومازال وسيبقى
هذا بالأضافة عن الفهم الخاطىء للحب و تصويره فقط بالعلاقة بين عاشقين مع أن حب الأم لأولادها يفوق أي حب فحب الأم هو العطاء والتضحية وإنكار الذات وووو
لماذا لا نذكر الحب بمفاهيمه الأخرى ، الحب هو حبنا لأرضنا التي نعيش فيها ، الحب هو عشق الجندي لوطنه والفلاح لأرضه والمعلم لطلابه بحبيبات العرق التي نراها على جبين الأب الذي يعمل بجهد من أجل أسرته حبي لعملي مهما كان , لماذا ارتبط الحب فقط بالعلاقة الحسية بين الطرفين مع العلم أنه ارتباط روحي قبل أن يكون جسدي وكم سمعت من روايات حب تحولت إلى قضايا ومحاكم هذا ناهيك ما نسمع من شتائم ومسبات على لسان الطرفين وكأن هذا الحب لم يكن موجوداً بالأساس والأنكى من ذلك عندما يتصالحان فأكثر جملة أسمعها الله يلعن أولاد الحرام هم السبب ..
حقيقةً الحب هو قبل كل شيء احترام لأي علاقة وفي حال عدم وجوده نخسر كل شيء عندما نتعلم ونعلم أولادنا أن الحب هو القيم والمبادئ والأخلاق وأن الحب هو بداية لكل شيء جميل وأننا لسنا بحاجة ليوم كي نكرس هذا الحب بل يجب أن يكون في سلوكياتنا المجردة من أية مصلحة و عندها لن يخجل الشاب أو الشابة إذا تحدثا عنه ولما حدثت المشاكل والمشاجرات..ولما قامت الضغائن بين البشر أقارب أو غير أقارب
فهل من المعقول أن أحتفي بالحب في هذا اليوم فقط وباقي الأيام أنساه عندما اختير هذا اليوم كان ربما لهدف معين ربما لتذكيرنا بأهميته و ضرورة الحفاظ عليه وأقول ربما لأسباب أخرى
في الختام..
تحياتي لكم
مع كل الاحترام و الحب لكل ما هو جميل وكم هي كثيرة تلك الأمور الجميلة التي أراها وأحياها
ناديا يوسف
Discussion about this post