؛؛؛مُعاوَدةٌ ؛؛؛؛ بقلم الشاعر المصري على حسان.
بقلم الشاعر المصري على حسان.
.
فارَقتُهُ وَجِلًا، عاودتُهُ عَجِلا
يا لَيتَ كَوكَبَ شِعري بالهَوى ارتَجلَ
لا لي عِتابٌ ولا لي في الهَوى أحَدٌ
يَرُدُّ عَنّي، فما أبقى لنا أمَلا
حَسبي مِن اللَّومِ عَينٌ حِينَ تَنظُرُني
سأرتَضي العَذلَ إذ لا أرتَضي حِوَلا
عَسايَ مِنهُ التَمنّي فالرِّضا طَلَبٌ
ـ لا حادَ عَنّي ـ كفِردَوسٍ لَنا نَزَلَ
كالخِضرِ ـ إلّا مَعي ـ لا يَرتَضي عِوجًا
وعِندَ غَيري حَلِيمٌ يَقبَلُ الجَدَلَ
إليَّ بالبُعدِ إنَّ القُربَ يَجهَلُني
فإنَّني صِرتُ قَلبًا يَحمِلُ العِلَلَ
سَألتُ بالعَهدِ/ هَل نُسِّيتَ خَشعَتَهُ
لا ضُيِّعَ العَهدُ، فارحَم سائِلًا سألَ
سَبيلَ وَصليَ أرجُو سائِقًا شِعري
لا تَمنَع الهَديَ إن فَرَّقتَها سُبُلا
لن أطلُبَ الوَصلَ إلّا بَعدَ تَرضِيَتي
فإن رَضِيتُ يكونُ الوَصلُ مُحتَمَلا
لأنَّ قَلبي بهِ مِحرابُ هاجِرِهِ
وقد أَبى أن يُلبّي آسِفًا خَجِلا
يظَلُّ يَرقُبُكُم بَعدَ الغِيابِ مَدًى
وكانَ يَرقُبُكُم مِن قَبلِهِ أجَلا
دَقّاتُهُ مِن خُطًا صارت مُحَدَّدَةً
إذا وَقَفتَ فقَد أوقَفتَهُ عَمَلا
يا قاتِلَ الوُدِّ بالهُجرانِ مُعتَقِدًا
قد خابَ ظَنُّكَ إنَّ الوُدَّ ما قُتِلا!
الصَّبرُ في مِثلِ حالي ساءَ أوَّلُهُ
لكنْ عَلِمتُ بواقي أمرِهِ عَسَلا
لَقَد سَمِعتُ بأنَّ القومَ قد سَبَقوا
إليكَ لكِنَّهُم قد واجَهُوا الفَشَلا
وكَيفَ أرجِعُ عَمَّن صار عاصِمَتي؟
وكَيفَ أزهَدُ في مَن صارَ لي أمَلا؟!
لَعَلَّه حِينَ بُعدي عنكَ حاسَبَني
ضَميرُ رُوحي بأنَّ القَلبَ قد غَفَلَ
فقامَ شِعري يُنادي في مَسيرَتِهِ:
“فارقتُهُ وَجِلًا، عاودتُهُ عَجِلا.”
Discussion about this post