حـــــــــــرير ،، بقلم سمير الفيل
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
سمير الفيل.
تململ من التعب ، وهي لا تتعب . تمشي في ظله والنمش يملأ ظهرها المكشوف قليلا . ضبط نفسه يسترق النظر لضفيرة وحيدة تهتز في عفوية ، وتتأرجح فوق ظهرها . لما جاء الليل اضطر أن يستأجر لها غرفة في واحة سيوة ، بالقرب من ” عين زيتون ” ، كي تقضي ليلتها ، وينام هو على بابها كحارس أمين . كان ميتا من التعب ، فنام . في منتصف الليل رأى شجرة تين تسير محفوفة برائحة الليمون ، ففز من نومه . رآها تحل ضفيرتها وتطلق شعرها غزيرا بلون الليل ، والضوء فضة . رأته فضحكت له وقالت بانجليزية ذات لكنة غريبة فيها وسوسة ومرح : أنا لا أنام في الضوء . من فضلك أطفيء النور .
هو الظلام الذي أغواه . كان يريد أن يتتبع الحرير حتى منابت الشعر لا أكثر ، وهي الأخرى كانت تريد أن تستفسر عن أصول سلالة قبيلة ” أولاد علي ” . وقعت الطاقية على البساط الصوفي الذي يصل بين السرير وعتبة الباب . مد يده في اللحظة التي مدت يدها فيها . اشتجر جسدان فيما غابات متحجرة من ملايين السنين فكت تجهمها وانسابت شجرا أخضر .
فتح عينيه في الصباح على نور صاف يترقرق بعذوبة جارحة . لم تكن ” الخوجاية ” في الغرفة . وجد رسالة من سطرين : وجدت ما أبحث عنه . لا تبحث عني فقد تشابك الحرير وأنا أمشطه لأول مرة في عمري !
Discussion about this post