الأم المثالية مريضة نفسية،،،، بقلم نورا عواجه.
بقلم نورا عواجه.
أهلا وسهلا بكم في رحلة قصيرة
لأسرتنا المتواضعة .
أنا نورا أم لأربع أولاد ” هند وسلمى وأحمد وعلياء” ساكنة في شقه إيجار أوضتين وصالة .
بتشغل في حضانة أطفال ، وهاوية بل عاشقة لكتابة المقال من زمان . ممكن تعتبرونى صحفيه مبتدئه على قدى من منازلهم ،
والحقيقة حبيت في المقال ده، أشارككم حياتي اللي هي شبه حياة ناس كتير ، بس اللي زايد عليها شوية تفكيري المريض ، آه والله مريض !!
سامحوني لو الجمل إتشكلت ربع فصحى على ربع عاميه على أي حاجة ، ما أنا مريضة ، و ليس على المريض حرج ،
طبعا عايزين تعرفوا إيه حكاية المرض ده ؟!
أقولكم ..
الحكاية هي إني عايزة أي حاجه حواليا تبقي زى ما خلقها ربنا ،
كما أنزلت حلوة وجميلة ونظيفة ومترتبة ، من أول الشارع اللي بسكن فيه لغاية آخر شبر في العالم ..
عايزة ديمًا البيت بيبرق ، والملايات مشدودة والفرشة متطبقة ، عايزة الحوض دايمًا فاضي مفيهوش معلقة ، عايزه العيال دايمًا مستحميين ، وعلى سنجة عشرة ، وريحتهم حلوة ، وبيصلو كل فروض ربنا فى وقتها ،
عايزة سبت الغسيل مفيهوش شراب ، عايزة العيال يحبوا بعض ومايتخنقوش أبدًا ، والصغير يحترم الكبير ، عايزة خير اللهم أجعله خير العيال يسمعوا كلامي ، وبمجرد ما أبص للواحد فيهم البصة يفهم على طول أنا عايزة إيه ، وصوتهم يبقى وااااطي ، وأول ما أقول للواحد فيهم معاد نومك جه يا حبيبي يروح يبوسني في خدي ويقولي “بونوي مامي”، أو جود “نايت” ، أو “تصبحي على خير يا حجة”، أي حاجه والسلام مش بقولكم مريضه !!
عايزة حياة خالية من أي حاجه متعبه ومش كويسة ، حتى في المشاعر عايزه مشاعر حقيقة صادقة بين كل الناس ، الأزواج والأخوات ، الأصحاب ، الجيران، والقرايب، لأني مقتنعة تماماً إن مفيش حاجه تستاهل إننا نكدب ، أو نخدع ، أو نحقد ، أو نغير . نفسي كل الناس تحب بعض بجد وتتمنى الخير لبعض من قلبها ،
نفسي نعيش فى المدينة الفاضلة ،
لكن في المقابل إكتشفت إن دي حاجة مش كويسة أوي ، وإني بكده مش هبقى الأم المثالية ، لإني بحمل نفسي وأعصابي فوق طاقتهم ، وبحمل اللي حوليا كمان عبء هما مش قده . وشوية شوية لقيت إن كل الشكليات دي مقدور عليها ، ومش لازم تبقي كما أنزلت ( ماعدا المشاعر طبعا عمرها ما هتبقى شكليات)
لازم يبقى في هفوات وحاجات ناقصة ، عادى لما البيت يبقى مش نظيف يوم ، وعادى إن البنت يبقى شعرها منكوش ، والولد ميسمعش الكلام ، عادى إن الكبار يفوتوا فرض في الصلاة أو فرضين ، عادى إن أغلب الناس متحبكش زى ما أنت بتحبهم وبنفس الطريقة والحجم ، عادى جداً تبقى كل حاجه ناقصة ، لأننا في الدنيا مش في الجنة..
بس اللي مش عادى إنك علشان تطبقي المثالية دي، تفضلي تهرى وتنكتي في نفسك طول الوقت زي حالاتي كده ، لدرجة إن ال حواليا زهقوا منى بجد ، لأن مع الوقت المرض هيزيد ، والحالة هتدهور ، وهتدخلي في حالة صعب علاجها ، لمجرد إنك تهتمي بالشكليات أزيد من اللازم ، وتديها أكتر من حقها .
أقولكم على سر . هو طبعًا مش هيبقى سر بعد ما كل الناس تقراه ، أنا بييجي عليا وقت بحس فعلا إني عبء حقيقي على ولادي ، وكل اللي حوليا ، العبء ده ممكن يتحول لكره لو أنا فضلت عايشه دور “الفارس” وأستهلكت نفسي وأعصابي علشان أوصل لحالة الكمال فى كل شيء .لإن الكمال لله وحده ،
وده لأن أنا وكل اللي حوليا عندنا طاقة ، و ربنا مش بيحمل الإنسان أكتر من طاقته ، حتى في المشاعر ،
طولت عليكم ، عمومًا الرحلة خلصت لحد كدا ، وأتمنى إنها متكونش متعبه زى صاحبتها…
أتمنالكم حياة مثالية خالية من المتاعب
والسلام…♡♡♡
Discussion about this post