طفل بصدري،،،،، للشاعر المصري شعبان شلبي.
الشاعر شعبان شلبي.
……………………
طفل بصدري
ذات صبحٍ جديدْ
ناداني من بعيد
مسرعاً الي مدرستي جئتُ
أُردد الحنينَ والنشيدْ
مغرمٌ أنا
بتحيةِ العلمْ وزفةِ الصباحِ
اتلقي دروساً كنبتتِ الفلاح
لم تكنْ أيامي مُستَبطِئة
سُرعانَ ما استدارتْ
وعلى النبتِ الصغيرِ جارتْ
أنا العاشقُ المستباحُ
عند المغاربِ تري
مرآة وجهه البريءِ
فوقَ هَامة النخيلْ
لا تهزّني الرياحُ
أو تلقي بي للمنافي والفصولْ
انزوى الفجرُ بيومي
خلفَ شرفةِ المدى
والوهمِ والدربِ العليلْ
ما زلتُ أسألُ
هل لذاتي من بديلْ ؟!
لا غير فقدي فجأةً
واستباحةِ
ما حكى التاريخُ عني
لم أشأْ بوحاً
إذ أرى الكلماتِ في ليلي
خلفَ الستائرِ مسدلةً
عندَ حدائقِ الشوقِ سرابي
عند أسئلة الحضورِ غيابي
السنابلُ لم تزل حُبلى
أمهليني يا رياحُ
ها هنا صوتُ السواقي يحتويني
………………
طفلي نديّ
لا يقرأُ القضاءَ
ولاَ يعرفُ القدرْ
وعندَ صفحةِ الغروبِ
جف في قلبي السؤالُ
وتهاوى الحرفُ مني
هل للأماني من ضفافٍ
هل هنا نجمٌ يضيءْ
إنّي استعذتُ من الرياحِ
وعدتُ أحملُ قلبَ طفلٍ
أتهادى بين الظنونِ والجنونِ
طفلٌ هنالكَ يستريحُ
على حلمٍ يراوغُ
ثملتْ به الخيباتُ
أنا وأنتَ يا طفلي
نقاوم بعثَنا
في رحْمِ أيامٍ
بلا تاريخَ أو ذكرى
كلما راودتُ أياما
تعذّرَ نورُها والفجرُ قائمْ
أراني لستُ قربانا لمحرقةِ الملوكِ
ولا زيفِ العواصمْ
هل ستدركُ يا صغيري
ما يراهُ الآخرون ؟!
وبحثتَ عني
لم تجدني بين الأزمنة
واخذت تسأل حول كل الأمكنة
أنت وحدكَ
في منافي الحلمِ تمضي
لم تجدني
فكلانا دونَ دربٍ
دونما عنوانْ
لم تجدْني يا صغيري
أنا وانت
تائهينَ في مراتب الأوطانْ
Discussion about this post