سر الليالي الباردة…!
للشاعرة ….سعاد زاهر
تقصدت ألا تخبره
عادت مع حقائبها الصغيرة
رتبت كل شيء على عجل
خشيت أن يباغتها
قبل مجيئه بقليل.. دخلت الغرفة التي تتوسط المنزل
لا يدخلها إلا نادراَ
وأطفأت النور…تمددت في الظلمة
تراقب ما يفعله في غيابها
فارغة تماماً…بلا توقعات
تقاوم رغبتها في فتح الباب والانزلاق إليه
تماسكت قليلاً
تقاوم اشتياقها و رغبة النظر في عينيه
والتمدد قربه
أتاها صوت التلفاز صاخباً
أفلام الأكشن يعلو صوتها..
مر الوقت..لزجاً…بلا مفاجآت
مجرد هدوء مر..
لحظات ويهرع الى الحديقة
يحتسي مشروبه البارد الشفاف المفضل
نظرت من الثقوب
وحيدا ..كئيباً… لا يعتز بوحدته..
شعرت به كمن شق نصفين
عادت إلى العتمة مجدداً
وفرحت بحزنه
دقائق…تغير نبض حركته
فتح الباب متلهفاً..
ها هو يحادث إحداهن..
ربما شقيقته قدمت في غير موعد
أو إحدى قريباته…
لكن ما بال قلبها يخفق بقوة لم تعهدها يوماً
وضعت يدها توقف قفزاته
ثوان…توقفت الحياة في أوردتها
شق صمت الليل..
صوتها ناعماً..مثيراً…
أين هي…؟!!
لماذا تسأل ..؟
بدأ صوتها يتمطى بتثاقل…تلفظ الأحرف بثقة مفتعلة..
تعرف صوتها…لطالما نطقت هذه الأحرف أمامها…!
بينما هو في المطبخ يحضر شيئاً ما…
تدور في المنزل كمن يعرفه…
تتفقد غرفه الواحدة تلو الأخرى…
هي في ركنها تضاءلت..
هرس قلبها …فقدت سمعها
مجرد طنين في أذنها وذباب يحوم أمام عيونها
الآن فقط..
عرفت سر الليالي الباردة
التفت الى السرير الاحتياطي الصغير استلقت عليه
كمن يستلقي على سرير الموت
مكثت في الغرفة..
لا تدري كم مر من الوقت
كأنها تتفرج على فيلم يخص سواها
ولكنها لا تستطيع تغييرالقناة
صوت الدوش يصم أذنيها
أحدهم يخطو نحو الغرفة
توقف فجأة ودارت قبضة الباب
حين التقت العيون
لا كلام يقال…
ضاع العمر في الهذيان
اعتذرت وانفلتت هاربة
تردد أخطأت العنوان
Discussion about this post