حيرة قلم
بقلم الشاعرة … شروق لطيف
جاءنى قلمى ذات ليلة متحيرا ً
فأدركت أن لديه بعض التساؤلات
فقلت له :
مابالك هذه المرة ألم ننتهي بعد من المناقشات ؟!!
فقال لى يسترعينى سؤالا يؤرقنى
يا سيدتى فهل أمهلتينى للحظات؟؟
هل ستتوقفين عن الكتابة إن لم تجدين بعض الورقات
أى وبصراحة أجيبينى من الأكثر
أهمية عندك هل أنا أم بعض القصاصات ؟!
فقلت له :
عجبت لأمرك أيها القلم المتحير دائما !!
انتظر وستجد وافى الإجابات
فأنا حينما يدق قلبى بأحاسيس ٍ مرهفة أناديك مسرعة لتدوين النبضات
أنت يا صديقى أهم عندى حتى من خاتمى الذهبى المرصع بالماسات
فأنت صديقى وسندى وسر فخرى وبك ترفع لى القبعات
عندما تكون فى يدى أزهو بك مصباحى المنير لى فى أحلك الظلمات ..
أما عن حيرتك الوهمية فدعنى أطمئنك فى بعض الملاحظات
فانا سأكتب بك على الطرقات وسنبحث سويا ً عن مزيد من الحكايات
سننثر الكلمات فيقرأها هناك العابرون والعابرات
فربما كلمة ملقاة يجدونها تنير لهم الطريق فتعمل عمل العلامات
فيجدون كلمه معزية ورب ّ صدفة تصنع أروع المعجزات
سنكتب سويا ً فى غياهب الغابات عن أخبار طيور وحيوانات
فرب نتعلم درسا نادرا فى الوفاء والتعاون بين الكائنات
سنكتب فى الساحات وندون كيف دارت فيها معاركا ً وبطولات
وكيف حارب الشجعان ببسالة وكيف كان للجبناء أردأ النهايات
أما فى البساتين سنجد الأشجار ملآنة ورقات
مختلفة الأحجام والمقاسات
منها الخضراء اليانعة تزهو فى ربيع العمر آملات
ومنها الصفراء الواهنة تخبو وتتحسر على عمر عدى وفات
فكل منهن تحملن قصصا ً مختلفات
على أغصان الشجيرات الوارفات
فيجد كلماتنا عصفور ٌ شادن فيترنم بها فى الصباح أحلى الترنيمات
سنكتب عن قصور كانت مشيدة بأيدى سلاطين عالية المقامات
وكيف حيكت فى قصورهم دسائسا ومؤامرات
وإن ساعتها لم نجد الورقات سنرثى الأطلال على العتبات
وأيضا سننقش عل الأحجار فيصرن طوع أناملنا طيعات
كالقلوب الحجرية عندما تصب عليها الزيت المهراق فى صورة كلمات
وكأنما المطر النازل عليها يحفر أخاديدا ً من فعل الزخات
وهكذا فعل الكلمة الطيبة تصلح القلب َ وتملأه بالتعزيات
سنكتب على نوافذ الطائرات الحاملة لأحلام الناس عبر القارات
فيقرأها عصفور ٌ مارق ٌ بجوارنا ويحمل الرسالات
فرُبّ قلوب ملتهبة تبترد من لوعة الفراق والإشتياقات
سنظل نكتب ونكتب وننثر در الكلمات
فنروى عطشان كأس ماء بارد بعذب الرشفات
فتهدأ غلة نفسه ويأمل بأن تتحقق له الأمنيات
وحتى ان قابلتنا صعوبات فلن ننتهى من ايجاد الحكايات
فمع كل نهاية هناك تلوح البدايات …..
فالحياة مستمرة لن تتوقف أما نحن فما علينا سوى انتهاز اللحظات
ننثر فيها الدر فى أضيق الممرات
ونوقظ بها الذى يتوه فى غفلات
هيا إذن فلنبحر فى جميع التيارات
حتى فى العواصف العاتية أو هائج النوات
فلا تتكاسل يا قلمى وتتحجج بشكوك ٍ واهيات
ودع هذه المهمة لى ألا وهى إيجاد بعض الورقات
وهوذا أنا التى أقول لك اليوم
هيا ننطلق :
فما العمر ُ إلا ساعات …….
Discussion about this post