ارمنت تنجب عالما جديد يلحق بكواكبها من الرموز العلمية والدينية.
أعداد محمد عبد الوهاب
تميزت مدينة ارمنت وقراها منذ زمن بعيد بكثرة العلماء فيها والباحثين وعظماء التلاوة حتي أصبح ليلها كنهارها من نور هؤلاء النجوم من العلماء .
ويسعدنا أن نجرى هذا الحوار وهذا الانفراد مع شخصية من صعيدنا المبارك وبالتحديد من قرية الرزيقات قبلى مركز أرمنت محافظة الأقصر فهو نجم يتلألأ في سماء الجامعات والإذاعات المصرية والعربية إنه فضيلة القارئ الدكتور / محمد عطيه الرزيقى .
د. محمد عطيه الرزيقى ، سيرة ومسيرة :
وُلــِد الشيخ الدكتور / محمد عطيه الرزيقى فى السابع من يونيو لعام 1987م بمحافظة الأقصر مركز أرمنت قرية الرزيقات قبلى وقد تدرج في مراحل التعليم المختلفة في مدارس قريته الرزيقات قبلى حيث الشهادة الإبتدائية والإعدادية وحصل على شهادة الثانوية العامة من مدرسة المحاميد بحرى الثانوية المشتركة حتى واصل دراسته ورحلته العلمية فالتحق بقسم اللغة العربية وآدابها بكلية الآداب بقنا جامعة جنوب الوادى وتخرج منه في عام 2009م وبعدها واصل مسيرته العلمية فحصل على الدبلومة التربوية من كلية التربية بالجامعة نفسها في عام 2010م ثم تقدم لنيل شهادة السنة التمهيدية للماجستير من كلية الآداب فحصل عليه بامتياز ثم استكمل الدراسات العليا فحصل على درجة الماجستير فى الآداب قسم اللغة العربية وآدابها عام 2016م وجاء عنوان رسالته (آيات الصدق فى القرآن الكريم دراسة نحوية دلالية) بتقدير عام ممتاز مع التوصية بطبع الرسالة على نفقة الجامعة وتبادلها بين الجامعات .
كما حصل على درجة الدكتوراه فى الآداب عام 2019م بمرتبة الشرف الأولى مع التوصية بطبع الرسالة على نفقة الجامعة وتبادلها بين الجامعات والتى هى بعنوان: (الحركات الصوتية فى سورة الشعراء دراسة تحليلية فى ضوء علم اللغة الحديث) ،وبالتزامن مع دراسته في الجامعة التحق فضيلته بمعهد القراءات وعلوم القرآن الكريم في الأزهر الشريف والدراسة فيه كانت لمدة ثمان سنوات حيث حصل على إجازة التجويد في سنتين وإجازة عالية القراءات في ثلاث سنوات وإجازة التخصص فى القراءات في ثلاث سنوات حتى حصل على المركز الأول على مستوى المعهد في عام 2014م وتم تكريمه من قِبل الأزهر الشريف .
ثم بعد ذلك تخرج سيادته لسوق العمل فكان معلما في مدارس النيل الدولية المصرية بطيبة فرع الأقصر ، ثم معلما في وزارة التربية والتعليم وبعدها أكرمه الله بالتقدم لإعلان رسمى من قبل كلية الألسن بالغردقة التابعة لجامعة جنوب الوادى وتم اختياره في وظيفة (مدرس علم اللغة في كلية الألسن ) .
وتم اعتماده عضوا بالاتحاد الدولى للغة العربية ومقره الرئيسى ” بيروت ”
الشيخ والحالة الاجتماعية :
بفضل الله تعالى تم زواجى بابنة عمنا وهى من حفظة القرآن الكريم وخريجة كلية أصول الدين “قسم الحديث الشريف” وقد أكرمنى الله –عز وجل – منها بغلامين أكبرهما ابنى مؤيد والثانى إياد .
أسأل اللهَ تعالى أن يحفظهما ويبارك لى فيهما وأن يجعلهما من حفظة القرآن الكريم ومن أهل العالم النافع الرافع .
الشيخ والإذاعة والتليفزيون :
كانت بداية الشيخ الدكتور / محمد عطيه الرزيقى – كما يرويها لنا – بداية مباركة حيث تربى في بيت قرآنى حيث إن والده يحفظ القرآن الكريم وكان معلما بالتربية والتعليم ثم أصبح مديرا بها حتى أحيل لسن التقاعد مما كان له عظيم الأثر في نشأة د/ محمد عطيه الرزيقى ، فما إن علمت الأسرة بنبوغ هذا الطفل وتميزه منذ الصغر ما كان لهم إلا أن يتوجهوا به لمحفظ أو معلم للقرآن الكريم فكان ذلك المعلم هو فضيلة الشيخ المرحوم الشيخ / أحمد عمر على أستاذ التجويد وعلوم القرآن بالقرية فحفظ القرآن الكريم في سن مبكرة وتعلم أحكام التلاوة ثم خرج للجمهور بعدها قارئا ، ومن قبل ذلك كان قارئا في الإذاعة المدرسية طول فترة دراسته حيث لاقى إعجابا من مدرسيه وزملائه في االمدرسة وحصل على العديد من التكريمات في ذلك الصدد .
وبعد اتمام الشيخ حفظه للقرآن الكريم اصطحبه جده لأمه المرحوم الحاج / شرقاوى عليان في أداء واجبات العزاء بالقرية والقرى المجاورة وقدمه للجمهور حيث كان يطلب من شيخ العزاء أن يقرأ هذا الشاب ما تيسر أمام الجمهور حتى ذاع صيته في القرية والقرى المجاورة ومركز أرمنت وزادت شهرته حتى جال محافظات الجمهورية ، وزاد حبه لأهل القرآن وقراء القرآن بالإذاعة والتليفزيون أمثال الشيخ / أحمد الرزيقى ابن قريته والشيخ عبد الباسط عبد الصمد ابن مركز أرمنت قرية المراعزة ، والشيخ المنشاوى والشيخ أبو الوفا الصعيدى والعديد من المشاهير من قراء القرآن .
فتطلعت نفسه لالتحاق بالإذاعة والتليفزيون حتى يكمل مسيرة ما بدأه أهل مركز أرمنت من القراء والعلماء فأصبح هذا الحلم يراوده طوال الوقت حتى تقدم للجنة اختبار القراء والمبتهلين بالإذاعة المصرية ” إذاعة القرآن الكريم من القاهرة ”
وكان على رأس هذه اللجنة فضيلة الشيخ الدكتور / عبد الكريم صالح رئيس لجنة مراجعة المصحف الشريف وعدد كبير من العلماء والإعلاميين والإذاعيين وأهل التخصص ، فتقدم للجنة وأجازته واعتمدته بعد ذلك .
وأصبح يتنقل في الإذاعات واللقاءات التليفزيونية والقنوات الفضائية قارئا ومبتهلا ومتحدثا .
التكريمات والجوائز :
حصل سيادة الدكتور / محمد عطيه الرزيقى على العديد من الجوائز والشهادات في مختلف المجالات العلمية والثقافية والاجتماعية وغيرها ومن أبرز ما ذكره لنا هو حصوله على مركز متقدم في الملتقى الإسلامى الأول الذى أعدته جامعة الأزهر لعامها الأول على مستوى الجامعات المصرية لحفظ القرآن الكريم والأربعين حديثا النووية فتم ترشيح الشيخ محمد عطيه بعد خوضه الاختبارات على مستوى جامعات جنوب الصعيد فكان له نصيب من هذا التكريم وهو معتز بهذا التكريم من قلعة العلم والعلماء ولم لا وفضيلته حاصل على إجازة وسَند من أعلى الأسانيد فى تجويد القرآن الكريم برواية حفص عن عاصم فهذا السند وهذه الإجازة عن شيوخه عن التابعين عن الصحابة عن سيدنا رسول الله عن سيدنا جبريل عن رب العزة سبحانه وتعالى فهو سند متصل وكله نورانية وبركة وكذلك إجازة فى مَتن تُحفة الأطفال والأربعين حديثا النووية وبردة المديح للإمام البوصيرى .
ثم أصبح بعد ذلك مُحكما للعديد من المسابقات القرآنية والثقافية في مختلف البلاد ، و لم يتأخر سيادته عن المشاكة في المنتديات العلمية والثقافية والمحافل الرسمية وغيرها إما قارئا أو مبتهلا أو خطيبا متحدثا .
وسيادته مشاركٌ فى اكتشاف وتنمية المواهب الإبداعية على مستوى محافظات مصر ، وله العديد من الأبحاث العلمية منها ما هو مُحــكَّم وغير مُحَكّم وما هو منشور وتحت النشر بالمجلات والدوريات العلمية .
و الدكتور / محمد عطيه مُحاضِر مركزى لدى الهيئة العامة لقصور الثقافة بجمهورية مصر العربية ، وهو عضو نادى الأدب والفكربقصر ثقافة أرمنت و عضو نقابة قراء القرآن الكريم بجمهورية مصر العربية ، بل هو عضو لجنة متابعة القراء بنقابة القراء .
وجاء في حديث فضيلته أنه يأمل ُفى تبسيط علوم اللغة العربية ويكشف مفاتنها وأسرارها التى لا تعد ولا تحصى خدمة للغة الضّاد ولأبنائها .
أشخاص لهم الفضل في حياة الشيخ
فقّب على ذلك قائلا : ” الفضل أولا وأخيرا لله سبحانه وتعالى فهو المنعم والمتفضل علينا في كل أحوالنا ثم الفضل لسيدنا رسول الله فهو صاحب الفضل والنعمة علينا فاللهم اجزه عنا خير الجزاء .
أما من باب حديث الرسول –صلى الله عليه وسلم – ” لا يشكر الله َ من لا يشكر الناس” فكان لزاما أن نتقدم بأسمى آيات الشكر والعرفان لكل مَن يد يد العون لنا في مسيرتنا العلمية والعملية ، ومن أسدى إلينا معروفا ولو بنية طيبة ،
وأول شخص أقدم له التحية هو والدى ووالدتى وأسرتى فقد كنت أستمد قوتى منهم .
ولا أنسى توجيه فضيلة شيخنا الحبيب الغالى العارف بالله الشيخ / فوزى محمد أبو زيد – الداعية الإسلامى المعروف فهو إمام ورئيس الجمعية العامة للدعوة إلى الله بجمهورية مصر العربية فله بالغ الأثر في تربيتى الروحية ونشأتى على حب الله ورسوله وآل بيته ، وكذلك فضيلة مولانا الشيخ / أحمد حسن غرباوى – رحمه الله- و الشيخ الذى حفظنى القرآن وعلمنى التجويد والقراءات الشيخ / أحمد عمر على – رحمه الله- وحتى لا أنسى من ذوى الفضل أحدا أدعو الله لكل من وقف بجانبى ودعمنى ولو بدعوة صادقة
قراء للقرآن الكريم كان لهم بصمة في توجيهى ورحلتى القرآنية :
“شيوخ تعلمت منهم القرآن وامتحنونى ووجهونى فى تلاوة القرآن بأسانيدهم المتواترة وصولا إلى سيدنا رسول الله”
بداية: الشيخ الذى حفظنى القرآن وأخذت عنه القراءات الشيخ /أحمد عمر على -رحمه الله_
ومن جملة القراء الذين امتحنونى فى مسابقات مختلفة وشرفت بالجلوس بين أيديهم
القارئ الشيخ /عبد الحكيم عبد اللطيف _رحمه الله_(شيخ عموم المقارئ المصرية )
القارئ الشيخ /أبو العينين شعيشع_ رحمه الله_
القارئ الشيخ /محمد محمود الطبلاوى _رحمه الله_
القارئ الشيخ/فرج الله الشاذلى_ رحمه الله_
القارئ الشيخ /أحمد نعينع
الشيخ الدكتور/عبد الكريم صالح( رئيس لجنة مراجعة المصحف الشريف )
والشكر موصول لشيوخ معهد القراءات بمحافظة قنا والأقصر على مدار ثمان سنوات حتى حصلت على معهد القراءات وعلوم القرآن الكريم من الأزهر الشريف مزامنة مع دراستى فى كلية الآداب قسم اللغة العربية.
وفى الختام يقدم لنا الشيخ الدكتور / محمد عطيه الرزيقى بعض النصائح :
بداية أنصح كل إخوانى وزملائى من حفظة القرآن الكريم أن يتقوا الله في قراءة القرآن وأن يعملوا بكل ما جاء في القرآن من توجيهات والوقوف عند حدوده وحروفه فذلك كلام الله تعالى.
كما أنصح كل الشباب بضرورة البحث العلمى والتطلع نحو مستقبل أفضل بنور العلم والعمل والبناء .
ونصيحة لأبناء وطننا الغالى مصر ، عليكم بالعمل الجاد ومساندة الدولة المصرية في حركة التنمية الشاملة التى تقوم بها الدولة المتمثلة في فخامة الرئيس/ عبد الفتاح السيسى- وفقه الله وسدد خُطاه والحكومة الرشيدة في مختلف المجالات حتى ننهض بوطننا الغالى مصر . حفظ الله مصر شعبا وجيشا وقيادة .
فهذا هو وقت الجد والعمل والبناء والتعمير والاتحاد في الخير فلن يخدم وطننا إلا رجاله فتحيا مصر عزيزة قوية أبيّة.
وتحية إعزاز لكل من قدم روحه ولو قطرة دم منه فداءً لهذا الوطن الحبيب فاللهم تقبلهم عندك في زمرة الشهداء.
وفى الختام أقول :
فما كان من توفيق فمن الله وحده وما كان من ذلل أو تقصير فمنى والشيطان .
وأعوذ بالله أن أكون جسرا تعبرون به إلى الجنة ثم يُلقَى به في النار أو أن أذكركم به وأنساه .
دعائى لكم وقلبى معكم
أعد هذا الحوار أ/ محمد عبد الوهاب
Discussion about this post