عندما ينطق الكمان بحلو الكلام… مع المايسترو المبدع عدنان الحايك
بقلم الصحفية …سلمى صوفاناتي
عندما ينطق الكمان ، فأنت بحضرة مارد عظيم ، خرج من تحت الشمس .. رائع ان جن ..مبدع ان عزف ، او غنى ..نواة عملاق كان في الأمس قريب .. اما اليوم فقد اكتمل هيكله ..وفي حضرة الكبار .. يلوح الأفق في ضوء النهار ..يكفيك ان تستضيفه في السنة مرة .. ليضيء لك 365 يوما في السنة ..
انه المايسترو الكبير عدنان الحايك .. الذي حل ضيفا كريما على اسرة مجلة الرواد .. وكان لي شرف لقائه لأزيد لباقتي زنبقة اخرى ..واترك بصمة لامعة في عالم الصحافة ..
اما عن مسيرته الذاخرة بالعطاء فقد نثره عطره لمجلتنا قائلا :
موهبتي بالعزف بدأت تتفتح منذ الصغر ..وانا انتمي لعائلة فنية عريقة بالموسيقا والفن .. بدأت العزف على آلة الكمان وانا ابن تسع سنوات .. لاقيت اهتماما ملحوظا من اساتذتي عبر مراحلي الدراسية ..كانت بداياتي في الغناء فأنا امتلك صوتا جميلا .. ولكن للأسف لم التقي بمن يرعى موهبتي هذه .. فإتجهت إلى تعلم الموسيقا ، واتقنت العزف على آلة الكمان .. تخرجت من المعهد العربي للموسيقا وانتسبت إلى نقابة الفنانين بصفة فنان ممتاز ..وقمت تدريس العزف في التربية لمده عشرة اعوام ..
ثم عملت عازفا في فرقة الموسيقار الكبير صبحي جارور ومن ثم الأستاذ الكبير سليم ثروة ، ومن بعدها عملت مع المايسترو الكبير امين الخياط .. وبدأت انطلاقتي الحقيقية مع الفنانة الكبيرة ، ميادة الحناوي، والتي تعتبر نقلة نوعية ومتفردة بالنسبة لي .. كنت اعتبرها امتدادا لكوكب الشرق ام كلثوم .. ولو انني التقيت بأم كلثوم اعتقد انني،كنت انذاك احد اعضاء فرقتها ، ولكنني كنت لازلت طفلا .. عملت مع كبار النجوم ميادة الحناوي ، صباح فخري ، ملحم بركات ، وليد توفيق ، وغيرهم ..
حين حصلت على الدبلوم اثناء دراستي .. كنت متعطشا للموسيقا الشرقية ، رغم ان معهد صلح الوادي ، يهتم فقط بالموسيقا الغربية .. كان من الممنوع فيه تعلم العزف الشرقي. ولأنني شغوف بالموسيقا الشرقية، اتجهت للأستاذ الكبير ميشيل عوض فاشار علي ان احول الكمنجة الخاصة بي للشرقي ،فقد كانت الآلة ( صول ، ري ، صول ،ري ) ، وقمت بتحويلها إلى ( صول ،ري ، لا ،مي ) ، لكي اتمكن من ابراز مقام البيات على نحو جيد ..
قدمت للاذاعة وحصلت على امتياز من خلال تشكيل لجنة للرقابة، وقمت بتسجيل بعض معزوفاتي .. مما أثار انتباه بعض رؤساء الفرق الفنية لثقل موهبتي ودقة ادائي وتميزي .. طفت مع السيدة الفنانة الكبيرة ميادة الحناوي، كافة ارجاء الوطن العربي .. إضافة الى فرنسا وبريطانيا واسبانيا ..
في الحقيقة آلة الكمان ..آلة غربية ولكنها تحمل روحا شرقية، لأنها تعتمد على السلم الكبير ، والسلم الصغير .. صول ري لا مي .. اما الموسيقا الشرقية ، فإنها تعتمد على انغام السيكا والرصد .. وهذين المقامين تعجز الموسيقا الغربية عن نطقهم الإ بضعوبة بالغة .. ويعود الفضل في إتقاني بالعزف الشرقي ، إلى الإستاذ ميشيل عوض كما ذكرت،سابقا .. لانه وضعني في المكان المناسب … اخذ يعلمني الانغام والمقامات واللونغا والسماعيات .. بعد جهودي في تعلم الموسيقا الغربية والتكنيك الغربي ..
وقد اشار علي اخي وهو بروفيسور بالسويد منذ 40 عاما ، ان اعتمد الموسيقا الغربية ، وان اسافر إليه . ولكنني أثرت البقاء في ارض الوطن وممارسة عملي بالعزف الشرقي .. اجد متنفسي وعشقي من خلال،عملي .. اضافة الى دوري في تطوير القدرات الذهنية لفتى من ذوي الاحتياجات الخاصة اصبح يتقن العزف بعد جهد 3 سنوات متواصلة تابعته ابتغاء لوجه الله فتطورت قدراته الذهنية 50 %، وذلك نتاح جهد كبير وعودتي لمراجع سيكولوجية هامة لدراسة مثل هذه الحالات وتطويرها ..
صرت ادرس علم النفس ..استقراء بالبيت واطبق النظريات على طالبي .. اخاطبه بأسلوب تويتو واستعمل طريقة سوزوكي وفورما .. فلاقيت استجابة كبيرة منه .. اما عن طريقة فورما التي انتقيتها في بحثي لان العلماء وجدوا فيها وبعد دراسات طبية عميقة ومتطورة .. لاحظوا وجود علاقة كبيرة بين الموسيقا والادراك وقاموا بفحص طبقي لبعض الاشخاص وتابعوا الكثير من الحالات للوصول الى نتائج مرضية لهذا النوع من العلوم ..
انه فتى هذبته الموسيقا واصبح شخصا شبه طبيعي، ابدع في معزوفاته لكبار الملحنين .. وهناك طفلة تمكنت من علاجها واعادة النطق اليها عن طريق الموسيقا بفضل ومن من الله تعالى .. تعابت مسيرتي في التعليم والتطوير لاني اعتبر الموسيقا غذاء للروح وعنفوان للجسد ..
ختاما : اوجه بطاقة شكر وامتنان لأسرة مجلة الرواد بجميع كوادرها .. الشكر الكبير للصحفية اللامعة سلمى صوفاناتي على استضافتي في هذا الحوار الرائع ..دمتم بالف خير ..
Discussion about this post