عدنان عمر .. نافذة فن واصالة لذكريات الزمن الجميل ..
بقلم الصحفية … سلمى صوفاناتي
على اعتاب ذاكرة الحنين تهب نسائم شوق لذكريات الزمن الجميل .. نقلب في صفحاتها المشرقة والمشرفة ..فتأخذنا إلى حالة من النستولوجيا ( الحنين إلى الماضي )، تفتح ابوابا مغلقة ونوافذ معشقة بألوان قوس قزح .. يأخذنا جمال تلك الصور إلى عالم اخر ..نرى فيه الجمال الكامل الذي لانقص فيه .. واللحظات التي لم يكدر صفوها كدر .. ضيف حوارنا اليوم نجم تألق وارتقى في عالم الفن ..تميز بخامة صوتية رائعة .. والحان عذبة .. جمع بين اصالة الماضي وعراقة الحاضر ، ضمن قالب فني لايخلو من الرقي والذوق الرفيع، في إنتقاء الكلمات والالحان ..
صنع لنفسه ارشيفا لائقا بعيدا عن الطقاطيق الحديثة ، التي تشبه رغوة الصابون الزائلة حسب تصوره ومعتقده .. انه الفنان الراقي والمطرب السوري الكبير عدنان عمر .. الذي حل ضيفا كريما على اسرة مجلتنا(مجلة الرواد .. عن مسيرة عطائه الذاخر يحدثنا قائلا :
– نقطة انطلاقتي الحقيقية من خلال مساركتي ببرنامج فني يدعى نادي الهواة مع الفنان والموسيقار الراحل ، ( عبد الفتاح سكر ) في عام 1985 ، حيث حالفني الحظ بالفوز بالمرتبة الاولى في مسابقة فنية ، جمعت كوكبة من كبار نجوم الفن الأصيل ..حصلت خلالها على 4400 صوت فكان اول شعاع حقيقي لاح في سماء شهرتي اغنية صيد الترغل .. وكان لي الكثير من المنعطفات والنقلات النوعية المميزة انذاك .. اخذت بعض الأغنيات من عبد الفتاح سكر .. شددت الرحال فيما بعد للأردن الشقيق في عام 1987 ، وفي عمان التقيت مع المذيعة المصرية ، فريدة الزم ، في برنامج حواري فني ..
ثم التقيت بالعديد من الإعلاميين ابرزهم حكمت وهبة، في حوار آخر ، وكان لهذا الحوار نافذة اوصلتني للموسيقار الراحل ملحم بركات، الذي قام بتلحين عدد من اعمالي .. بدأت من اغنية ( يلا نتجوز يلا ونهني القلبين )، اضافة الى العديد من الأغنيات الرائدة .. طفت بأمريكا كلها ، واقمت الكثير من الحفلات، وعملت بكندا مع الجاليات السورية .. فأنا مطرب عربي سوري ، من مواليد مدينة دمشق حي الميدان العريق .. كان لابد من وجود بعض المعارضة من الاهل بسبب عملي بمجال الغناء كوني انتمي لاسرة محافظة، وحي قديم لم يعتد بعد على وجود احد المطربين بينهم ..
لكن فيما بعد لاقيت تشجيعا لموهبتي من قبل الجميع ..واثبت جدارتي في عملي .. فانا اعشق الفن منذ طفولتي وكنت اعزف على آلة العود .. اعشق الموسيقا والترحال وكانت بداية شهرتي بوطني الام، ثم انتقلت إلى الأردن الشقيق انتقالا إلى جمهورية مصر ام الدنيا .. حيث عملت في شيراتون الدقي هناك، وبدأت العروض تنهال علي ، لتقديم العديد من الأغنيات في اذاعة صوت العرب ، وعلى اثير الإذاعة المصرية ..وقامت لجنة مخصصة بفحص صوتي لأنال استحسانا واعجابا كبير ، من قبل اعضاء اللجنة ، امثال بكر، و محمد سلطان، وعطية شرارة ..
في اوربا تعشق الجاليات الاغاني الطربية .. خاصة اغاني صباح فخري وو ديع الصافي ..بدأت النوافذ الاذاعية والتلفزيونية تنفتح امامي وتسلط الضوء على موهبتي نظير الجهد المتواصل لتقديم افضل ماعندي .. قديما كانت فرصة الظهور لكل فنان على شاشة التلفزيون السوري ، من خلال نوافذ ضيقة لكنها امتعت المشاهد السوري ، مثل برنامج مايطلبه الجمهور للإعلامية الراقية ماريا ديب .. لم تكن ثقافة الديشات والستاليت قد عرفت في بلادنا بعد .. كنا نضع عمودا بطول تسع امتار على السطح لتتاح لنا فرصة مشاهدة قنوات الأردن .. اما اليوم ومع الإنفتاح الكبير .. وانتشار وسائل السوشيل ميديا على نطاق واسع ، في اي دولة عربية كانت ام اوربية ، اصبح امرا اكثر سهولة ويسر ..
في تلك الحقبة الزمنية كان للاذاعة دور هام في انطلاقة اي نجم ..
وانا ولله الحمد امتلك ارشيفا وافرا بالإذاعات السورية .. وفي ظل الأزمة السورية الأخيرة التي حققت انتصارا ملحوظا لجيشنا الآبي وقيادتنا الحكيمة ، واعطت للعالم درسا هاما اننا ارادة لاتقهر .. فكان الاتجاه الاكبر للاغاني الوطنية .. مؤخرا شاركت ضمن ورشة عمل مدروسة في دائرة الموسيقا .. ضمن اوبريت وطني كان من كلمات عيسى الضاهر والحان يوسف العلي .. جمع الكثير من كبار نجوم الفن امثال المطرب الكبير عصمت رشيد .. ونانسي زعبلاوي واخرون …
في مكتبة الإذاعة السورية ارشيف لايستهان به ، بإعتقادي لو اعيد توزيعه من جديد وبصورة صحيحة سيولد عددا لا يستهان به من النجوم .. ففي وطننا الحبيب اصوات لايستهان بها .. ترانيم قد تمتد اصالتها إلى اجيال قادمة لو اذا ما اسست على النحو الصحيح .. رسالتنا السامية ان نعمل على صناعة رواد جدد من نجوم الفن .. لايستهان بهم .. جيل يعنى بالتراث الأصيل يحافظ على اللون الشعبي المحبب لدى الجمهور .. اما عن سؤالك عن اخر نشاط فني اشارك فيه فنحن على موعد مع كوكبة من نجوم الفن من خلال المهرجان الذي سيقام في المدرج الروماني بحديقة تشرين ، بتاريخ 24 /6 ايضا 5/7 / 2022، إضافة الى اننا نقوم بالتحضيرات لمهرجان قلعة دمشق، الذي سيقام بعد فترة قصيرة ويعلن عن موعده في الوقت المناسب ..
ختاما : اوجه بطاقة حب الى مجلة الرواد ومبدعي العالم بجميع كوادرها، على هذه اللفتة الكريمة ..كما انني اشكر الصحفية اللامعة سلمى صوفاناتي التي امتعتنا بحوارها الشيق والمميز ..دمتم بالف خير
Discussion about this post