عادات وتقاليد تلقي العزاء في الميت ببعض القري بصعيد الأقصر .
محمد عبدالوهاب
تتوارث الاجيال عادات وتقاليد لايغيرها الزمن وهذه العادات تعد من الثوابت في صعيد مصر وذلك لترابط القبائل وكثرة صلة الأرحام بينهم .
وهناك طقوس تحدث عند وفاة أحد الأشخاص فعندما يسمع اهل الحي صرخة من اهل الميت تري كل من بجوارهم يهرع
إليهم ماذا حدث فيقال فلان او فلانه توفت .
من هنا تبدأ مراسم الدفن والعزاء فقد تتجمع جميع نساء الحي ويتم إرسال أحد الصبيه للاقارب الذين يسكنون في أماكن مجاوره لإخبارهم بوفاة هذا الشخص وعندما يسمع الجيران صراخ النساء ومايرددونه من عبارات داله علي وجود هذا الحدث يبدأ تجمع الرجال والشباب والصبيه ويبدأ تقسيم المهام من كبار السن انت يافلان اذهب الي التربي( الفحار) لفحر القبر وتجهيزه لاستقبال الساكن الجديد ( المتوفي ) وانت يافلان عليك الذهاب للوحدة الصحيه لإحضار طبيب الصحه للكشف علي المتوفي للتأكد أن الوفاه طبيعيه حتي يتمكن اهل الميت من استخراج تصريح بالدفن ويتم تكليف آخر بإحضار الكفن وهو القماش الأبيض وتجهيزه عند ترزي وهناك في قري الأقصر تجد هؤلاء الخياطين يقومون بخياطة الكفن مجانا وهي احدي العادات التي توارثها الأجيال في صعيد مصر ومجموعه من الشباب عليهم بنظافة الديوان المخصص لهذه المناسبات حيث أن كل عائله لها ديوان مستقل باسمها معروف في القريه ويتم استدعاء أحد الأشخاص لغسل الميت وأثناء الغسل تجد الرجال تتوافدالي قرب منزل المتوفي والنساء تأتي من هنا وهناك وعند القرب من منزل المتوفي تبدأ بالصراخ معلنة بذلك تعازيها لاهل المتوفي وبعد الانتهاء من هذه الأشياء يحمله الرجال الي اقرب مسجد لإقامة صلاة الجنازة عليه وبعد ادآئهم صلاة الجنازة يحملوه الي مثواه الأخير بمدافن القريه .
عند العوده من المقابر تجد اهل المتوفي يقفون في الديوان ومعهم ابناء عمومتهم وبعض الجيران للمجامله .
كان من زمن ليس ببعيد وقبل أن تكون المواصلات بالسياره والدراجات البخارية كانت الوسيلة الاساسيه عند اهل القريه هي الحصان والحمار والجمل ولكن الشائع هو الحمار كان كل اثنين أو ثلاثه يرغبون في تقديم واجب العزاء من أطراف القريه او القري المجاورة يأتوا الي الديوان كل واحد منهم يركب حماراً ويكون خارج الديوان اربعه من اهل الميت يجلسون علي دكه وهي قبل ظهور الكنبه يقفوا ليستقبلوا الوافد لتقديم العزاء ويقوموا برباط الدابه( الحمار) خارج الديوان في مكان خصص لذلك وبعد تقديم واجب العزاء يقف أكبرهم مناشدمن في الديوان( الفاتحة ) ويقرأ الجميع الفاتحة ثم ينصرف فيقوموا من بالخارج بفك الدابه.
الوجبات : وهي عباره عن وجبات تقسم أقارب المتوفي حسب جدول مكتوب بحيث يكون فلان عليه غداء اول يوم وفلان عشاء وهكذا الي اخر يوم في واجب العزاء الذي كان
يستمر منذ زمن الي سبعة أيام للرجل وخمسه للمرأه يبيت فيها اهل الميت في الديوان ومعه من الأقارب من يريد المجامله وبعد ذلك تقلصت الي خمسة أيام للرجل وثلاثه للمرأه وبعدها أصبحت ثلاثة أيام للاثنين الرجل والمرأه .
في أيام العزاء يتفق اهل المتوفي مع أحد المشايخ من القريه من حفظة القرآن ليتلو القرآن في الديوان علي فترات متقطعة الي نهاية اليوم وغير مسموح بالحديث او التدخين أثناء التلاوه مطلقا.
الواجبات:
البعض من الذين يأتوا لإدآء واجب العزاء يكون معهم واجب وهو عباره عن كميه من السكر والشاي في حدود خمسه كيلو سكر او ثلاثه او عشره وما يقرب من ربع كيلو شاي .
وخلال فترة العزاء كان الرجال يقفون في الديوان وعلي الجانب الآخر النساء في منزل المتوفي وامام منزله في مكان معزول بالفراشه ( صيوان) وكانت النساء تبكي وتردد عبارات اشبه بشعر الواو حزنا علي فراق المتوفي وهذا مشهور في الصعيد (بالعدوده) وبدأ اهل الدين يرفضون هذا الكلام
اهل الميت :
كان اهل الميت وأبناء عمومته منذ زمن ليس بعيد بعد انتهاء العزاء لايذهبون الي منازلهم ولكن كانوا يقيموا في الديوان الي أن يتم الميت في قبره أربعين يوما وبعدها تقلصت الي أن يتم خمسة عشر يوما وبعدها أصبحت فترة العزاء وبعدها بيومين فقط .
عزاء المقابر :
ونظرا لظروف الحياه وضيق وقت العمل والتكاليف والباهظه وعدم القدره علي الذهاب للعمل في فترة العزاء بدأ البعض في تلقي واجب العزاء علي المقابر حيث يقف اهل الميت وذويهم صفين بعد الدفن ويصافحهم كل من حضر الدفن مرددين عبارة البقاء لله ويكون الرد من اهل الميت شكر الله سعيكم وينتهي الموقف بعد خروج الجميع من مدافن القريه
المدافن :
وفي المدافن تجد كل عائله لها قطعه مخصصه لموتاها وهناك قطعه خصصت في المدافن للمتوفيين من المغتربين.
Discussion about this post