نسائم حب .. ام دموع فراق ؟!
بقلم الصحفية …سلمى صوفاناتي
سقى الله تلك الايام .. عبارة دافئة نتناقلها كلما تدفقت امواج الذكريات على شاطئ مخيلتنا ..مر فصل الشتاء حزينا داميا .. كان يحمل عواصف رعدية وامطار غزيرة اغرقت الكثير من المحاصيل الزراعية .. وعم الفقر والجوع الفقر والجوع في انحاء القرية .. لقد كان عاما ضبابيا بإمتياز .. جرف السيل البيوت والأرزاق .. واجتث الموت الكثير من البشر ..
رائحة الموت تفوح في كل مكان .. السماء تمطر موتا .. والأرض تنزف دما .. اما البرد فقد اخذ يتغلغل بعمق داخل تلك الأجساد العارية .. نافذة مكسورة تغطيها احدى الصحف القديمة .. لا تمنع عنهم حر الصيف ولا برد الشتاء .. جدران تشققت بفعل السيل ..وجاءت قسوة الحر لتزيد الطين بلة .. واخذ شبح الموت يخيم حانيا راسه كمظلة سوداء تغطي كل ماهو جميل .. كان حضن الاب ودفء الام .. هما فقط من يبعثان الامان والراحة في صدور ابنائهم .. ضمة واحدة على جناح الأثير ..
سوف تحول ذلك الكوخ المعتم إلى قصر منير .. ولكن حتى تلك السعادة المؤقتة لم تدم طويلا بعد ان رحل الجميع بلا عودة إلى احضان الموت ، ولم يتبقى منهم الا غلاما واحدا ، اخذ يروي قصته بحرقة وعذاب .. فيامن تعيشون في كنف احد الوالدين او كلاهما .. لاتفوتوا اي لحظة سعيدة بقربهما ..قبل ان يفوت الآوان وتدق اجراس الرحيل الأخير ..فالراحلون بذكرياتنا قبس من نور لايعوضه زمان اومكان .. سقى الله تلك الأيام ..
Discussion about this post