حاضري سراب .. و غدي .. بلا نهاية ..
بقلم عبير_ربحي_الشخشير
مضيت في الساحات هائمة ..
بلا وجهة و لا طريق ..
تغولت في تجاعيد الزمان المر ..
في وجه شيخ عاجز ..
ساقته أقداره إلى حيث لم يشأ ..
و عاقبه الزمان .. بطول العمر ..
و رحلة السفر العقيمة ..
عافته سنين الوجع ..و دهرا من ألم ..
وحيدا بات .. بعمر سروة البلاد ..
ممزق .. كما شراع بال ..
في بحر تاه عن شواطئه ..
فحررته الغيوم من هطل الرماد ..
الساكن عينيه الذابلتين ..
و من ماء الحياة ..
و باتت على أكفانه الأعشاب نامية ..
مهلهل العمر .. رث الثياب ..
غائر في الموت وجهه ..
ينبش بإظفريه الميتين ..
قبر .. عنه القدر بعد .. ما انقشعا ..
و في ظلال ماض .. مر عنه يوما ..
و ما غفلا ..
غابت شمس الحقيقة هناك ..
و جافاه الموت دهرا .. طال أو قصرا ..
حتى بات منتبذا .. من كل أحياء المدينة ..
و الأحياء و البشرا ..
و هناك ما زالت تنوح مقبرة ..
جادت لها أرواح طائفة بشرية ..
فكل نفس .. ذائقة الموت ..
مشيئة الأقدار .. لا هربا ..
مرت به قوافل الموت ..
ما بين طول العمر أو قصرا ..
من عقر داره مرت .. دونما أثر ..
مرتحلا بات ..
يهمهم تراتيل الصبابة و الهوى ..
بنعيق بوم .. ناح فوق الدار يوما ..
و ما ارتحلا ..
و بهيم ليل .. أضناه فجر الأمس ..
و صهيل فجر جامح ..
قد مزق الليل البهيم يوما ..
و في بيادر الحرية .. بات منعتقا ..
و على أطلال نجمات ليل السهد ..
أشجان و أسحار ..
جنحت .. كما الليل يغزو .. رقعة الزمن ..
فلطالما انصهرت في أوج الشمس مارقة ..
حكايات .. و ذاك الزمان ..
بدائي السمات .. و الوصفا ..
يلدغه حنين شوق لأوطان ..
لبرق أشعل فيه .. سيجارة الأقدار ..
تحرقه و تحرقها .. ملذات عشق الأرض ..
و شوق لأنثى البيدر الحسناء ..
على ثغرها نمت .. و تكدست ..
أشعار ليلى .. و قيس ..
و ذاك العمر مذ رحلا ..
عصية هي على الزمان و الأقدار ..
كما الوطنا .. فلم تزل صبية ..
رغم العمر و الزمن ..
تعانق أخحلام الصبا .. و لم تزل ..
تغزل الفرح عقدا من ياسمين ..
منه الزمان ذبولا ما استطاع ..
و لا قربا ..
………………………….
Discussion about this post