ألَا لـيتَ الّتي لَــمْ تَدرِ مـا بِي
أَقَـلَّـتْ بِالـصُّــدودِ وبِالعِـتابِ
ورَقّ فُــؤادُهَـا المَـلآنُ زُهَـــوًا
لِتُنصِتَ لِلشّـجونِ وَلِلمُـصَـابِ
تَنَاءَتْ والجَـوىٰ بينَ الحَــنايا
لَـهِـيبٌ والحَـــنِـينُ بِلا رِكَـابِ
وأبقَتْ خَـلفَـهَا لِلشّـوقِ صَــبًّا
خَــلِـيًا مِــنْ أَمَــانِيهِ العِـذَابِ
إذا ما أشرَقَتْ في الأرضِ شَمسٌ
بَكَىٰ “حَتّى توارت بالحِجابِ”
وَيَسألُ كَيف لا أَلقَىٰ خَـلِيلي؟
وَلَـٰكنَّ والسّــؤالَ بِلا جَـــوابِ
أخُــطُّ قَصَـائدي وَجَـعًا كأنّي
سَــرَابٌ قَـد تَعَلّـقَ بِالسَّـرَابِ؟
يقولُ النّاسُ صِفْ شَكواكَ ماذا
تُؤملُ والــمَـآلُ إلــىٰ تُـرَابِ؟
أَقُـولُ :عَسَايَ مِن ليلاي أدنو
فَأَنْسَىٰ حِــينَ ألقاها عَــذَابي
تَعَالَـيْ نَرسُـمِ الأحـلامَ بيضًا
تَعِبتُ مِـنَ الظُّنونِ والِارتِيابِ
تباشـــيرُ النّهارِ تقولُ : هَـيّا
،ألا مِـنْ قارئٍ سُــوَرَ الإيَابِ؟
تَبُــوحُ بِسِـرِّهـا تلك الـمَـرَايا
وتسألُ أينَ فَـرحةُ الِاقـترابِ
تََجَــنَّتْ هَــٰذهِ الدُّنـيا عَـلَـينا
فَــلَـــم نَسـعَد بِأيّامِ الشّــبابِ
ونحنُ النّاظرونَ إلى المعالي
ونحنُ الأنقياءُ كما السّـحابِ
تمامُ الحبِّ يا “ليلى” عهودٌ
تكادُ تَصُـــونُها تِلك الــرّوابِي
تَنامَى الشّوقُ حتّى صار منّا
كَجَـارِحَـةٍ تثورُ عَـلَى الغِياب
تَرقَــبنا بِهـٰذا اللـيلِ فَـجـــرًا
بريئًا مِــنْ مَـراسِـــيلِ العِتابِ
يَقُولـونَ : الهَوَىٰ سِـرٌ خَـفِيٌّ
أقُـولُ : وظاهِرٌ مثلَ الشّهابِ
كلمات الشاعر …مصطفى حامد
Discussion about this post