الجبر والتخيير ..
وجهة نظر إعلامية !!
الهام عيسى
من الطريف ان يات العنوان عن ملف اعلامي بحت بما يشبه فلسفة إسلامية وربما إنسانية موغلة بالتاريخ ظلت مدار بحث ودراسة وتعمق تغلغلت في اجزائها وضاعت في اهوالها وغرقت في اغوارها الكثير من المدارس الفلسفية والفكرية التي لم تصل الى نتيجة معنية حتى اليوم تقريبا .. اذ ظل سؤال الجبر والتخيير محير للعقول الإنسانية التي تعد قاصرة برغم كل ما حققته في علم الذرة والتواصل والاجتماع والعلوم التي ترجمة الى تقنيات حياتية تدخلت حتى في معرفة النسل وربما التاثير عليه .. لكنها أخفقت بالوصول الى نقطة مشتركة قبل ان تكن يقينية .. فيما اذا كان الخلق جبري او اختياري ..
الاعلام جزء لا يتجزء ليس من ملفات الحياة بل من قيادتها .. أي انه فن السلطة التي لا يمكن ان تحقق أهدافها دون ان تكن لها استراتيجية إعلامية .. وهذا هو المعيار الأساسي لنجاح الاعلام من اخفاقه بهذه النقطة تحديدا .. عمن سواه يبقى مجرد وسيلة خبرية لا تحتاج الى فنون معينة الا ما ندر وبسط منها ..
فمنذ الخليقة كانت اللغة الشفاهية وقبلها الاشارية والحركية والرمزية والصورية ….. – ان وجدت – تشكل نوع من انواع التفاهم والتواصل والتبليغ على مستوى حوار الاشخاص – كغريزة طبيعية متاصلة – او على مستوى الجماعة – كحاجة حضارية ملحة – ظلت تدور بفلك التبليغ بالمستجدات وغيرها من شؤون الحياة كأخبار تدخل ضمن سياق علم الانسان بمستحدثاته العامة ..
الا ان تطور المصالح ودخولها مرحلة الصراع الجمعي بكل اشكاله احالها لاداة مهمة لتحقيق المصالح القومية والحزبية والدولية .. بغض النظر عما تحمله من جوانب اخلاقية ومهنية .. فالعدالة بنظر السياسيين – وليس الملائكة والقديسين – هي بلوغ الاهداف بكل الوسائل المتاحة دون النظر الى مدى شرعيتها… مما جعل القوى السياسية تخصص المليارات و تدخل صناعة فن الاعلام بكل اسلحته الظاهرة والخفية الى ميدان الحرب وتحقيق المصالح بلا رحمة او نخوة او زحمة …
فان التوجه الدولي والحزبي الذي يدخل حلبة الصراع ويستهدف مصالح دنيوية .. يعد الاعلام سلاح فتاك فيه .. بل من اهم الأسلحة في عالم العولمة في ظل هيمنة شبكات التواصل …
ذلك يتطلب من بعض الايدلوجيات خطط ولغات وشخوص إعلامية تنفيذية مستعدة لاداء المهام الوظيفية بمعزل عن الوجه المشرق والحقيقي للاعلام كوسيلة ثقافية تنويرية .. هذه الحقيقة وان بدت مرة . كطعم العلقم الا انها تعد طبيعية في عالم السياسة واذرعها التي اكتسحت ميادين الحياة وملفاتها حتى في دبلوماسيته الناعمة .. كل ذاك وربما ما خفي كان اعظم يجعلنا نبعد مسالة الجبر فنا واستراتيج لاعلام يكون اللجوء اليه حتمي لمن يريد ان يبلغ أهدافه بمعزل عناوينها ..
Discussion about this post