عامٌ بعدَ عامٍ
أَيْنَ الخَلاصُ؟
كتب … عِصْمَتُ شاهينَ دوسكي
لَمْلِمِي أَشْلائِي
فَأَنا بَقايا مُبَعْثَرَةٌ مِنْ أَشْلاءٍ
أَنْتِ قَدَرٌ، أَميرَةٌ
صَوْتٌ عَذْبٌ بَيْنَ كُلِّ النِّساءِ
أَنْتِ أُسْطورَةٌ كُبْرَى
بَيْنَ أَساطيرِ الحُبِّ وَالوَفاءِ
أَنْتِ مَلِكَةٌ عَلَى الأَرْضِ
وَمَنْ أَساءَ إِلَيْكِ، لِنَفْسِهِ أَساءَ
عامٌ بعدَ عامٍ
صَوْتُ الحُبِّ يَكْبُرُ فِي العَراءِ
مَتَى تُسْعِفُنِي الحَياةُ
لِأَكْتُبَ لِوَطَنِي مَاذا فَعَلَ الغُرَباءُ؟
وَأَرَى فِي عُيُونِ حَبيبَتِي
لَيْسَ ذُلًّا بَلْ صَمْتَ عَزاءٍ
أَلُومُ نَفْسِي إِنْ أَخْطَأْتُ
وَإِنِ اعْتَرَفْتُ رَحَلَتِ الأَخْطاءُ
عامٌ بعدَ عامٍ
يَخْرُجُ الأَحِبَّةُ
يَشْتَرُوا هَدايا المِيلادِ لِلأَصْدِقاءِ
إِلَى كُلِّ شاعِرٍ يَحْمِلُ رِسالَةً
إِلَى البَحْرِ، إِلَى البَيْداءِ
إِلَى كُلِّ قَلْبٍ مُحِبٍّ
لا يَتْرُكُ القُلُوبَ المُعَذَّبَةَ فِي الفَناءِ
إِلَى كُلِّ غادَةٍ جَميلَةٍ
تَعْشَقُ المِرْآةَ بِرُوحٍ وَنَقاءٍ
عامٌ بعدَ عامٍ
حُلْمٌ أَنْ لا أَرَى عَلَى الأَرْضِ وَجَعَ الفُقَراءِ .. !!
حُلْمٌ أَنْ لا أَرَى اليَتيمَةَ عَلَى قَبْرِ الشَّقاءِ .. !!
حُلْمٌ أَنْ لا أَرَى الثَّكْلَى فِي زَوايا البُكاءِ .. !!
حُلْمٌ أَنْ يَكُونَ وَطَنِي … وَطَنَ الأَنْبِياءِ .. !!
عامٌ بعدَ عامٍ
يَمْرَحُ الجَسَدُ فِي الصَّالاتِ
يَجْمَعُ حَوْلَهُ الكُؤوسَ وَالنِّساءَ
وَالمِسْكينُ يَرَى
مِنْ شُرُوخِ البابِ التِّيهَ وَالعَراءَ
وَالمُتَسَوِّلُ فِي لَيْلٍ بارِدٍ
مَلابِسُ رَثَّةٌ يَشْرَبُ مِنَ الآسِنَةِ ماءً
يا مُؤْمِنينَ، مَاذا تَقُولُوا
إِنْ وَقَفْتُمْ أَمامَ اللهِ يَوْمَ الجَزاءِ؟
عامٌ بعدَ عامٍ
( هيرودس * ) لَمْ يَمُتْ
يَبْحَثُ عَنْ عَذْراءَ
يَبْحَثُ عَنْ صَوْتِ الحَقِّ
لِيَكُونَ ضِمْنَ الدِّماءِ
شَجَرَةُ النَّخيلِ تَساقَطَ رُطَبًا شَهِيًّا
بَعْدَ وِلادَةٍ مِنْ رَحِمِ حَوَّاءَ
اُنْظُرِي إِلَى أَيْنَ وَصَلْنا
أَيَّتُهَا النَّقِيَّةُ، الطَّاهِرَةُ، عَذْراءُ؟
عامٌ بعدَ عامٍ
أَوْطانٌ تَرْحَلُ إِلَى المَجْهُولِ
وَالضَّميرُ يَرْكُنُ فِي عُشِّ العَنْقاءِ
سَيِّدَتِي .. نَسِينا كُلَّ شَيْءٍ
وَالأَصالَةُ غَفَتْ بَيْنَ رِمالِ الميناءِ
لَعِبٌ، لَهْوٌ، هَذَيانٌ …
نَحْيا عَلَى هامِشٍ مِنَ الحَياءِ
نَنْتَظِرُ الخَلاصَ، أَيْنَ الخَلاصُ
آهِ مِنْ أَحْلامِ الأَبْرِياءِ؟
عامٌ بعدَ عامٍ
لَسْتُ كَئيبًا يا سَيِّدَتِي
لَمْلِمِي أَشْلائِي المُبَعْثَرَةَ
مِثْلَكِ أَحْلُمُ بِالرِّياضِ الغَنَّاءِ
بِصَوْتِ البَلابلِ عَلَى الأَيْكَةِ صَباحَ مَساءَ
بِحَضارَةٍ فيها النُّورُ، الوُرودُ، العَقيقُ
وَشَوْقُ حُبٍّ وَوَفاءٍ
بِرُوحٍ وَقَلْبٍ وَحِسٍّ يَنْتَفِضُ
عِنْدَما يَحينُ اللِّقاءُ
عِنْدَما يَكُونُ اللِّقاءُ





































