وكالعادة …
يعاندني ليل طويل
ويُورّق عيني
عن أن تغفى أو تنام
فجيوش الهموم تداهم
مخيّلتي وتحيط بي
وتحتل رأسي تماما
أنا الشّقيّ
أنا الّذي أبكتني نوائب
دهري
وأرضعتني مرارة الأيّام
الى حد الثّمالة
أنا ذاك ….
كائن استبد به اليأس ونما
دون عنه
مجهد تماماً الى حدّ الإعياء
أشعر وكأنّ ظلام ليلي
الأسود
لايفرق البتة عن تفاصيل
حياتي بأكملها
أنا ذاك ….
ممزّق الأوصال
لم ينصفني القدر
ولو لمرّة واحدة
وكان طوال عمري
على الضّدّ منّي
آه كم عانيت
وكم عانيت
كم كنت ولا أزال
أواجه الكثير والكثير
ولا أعلم سبباً لكلّ
ذلك
ربّما هو حظي السّيّء
من قادني
الى هذه النّهاية
جسدا هزيلا
مركونا على الهامش
في زوايا النّسيان
ولا حيلة لي في الأمر
كلّ الأشياء تعاندني
حتّى ليلي يأبى أن ينتهي
بسهولة
وكأنّه يسحقني تماماً
بساعاته ودقائقه الثّقيلة
وكأنّه صار واقعاً
أعتاشه كلّ يوم
أو صورة ملاصقة لي
تشبه جزيئات حياتي
الّتي أحياها
ونسخة طبق الأصل
فمتى تزول وتنجلي
يا أيّها اللّيل الطويل
ليكتحل ناظري
ببزوغ فجر باسم
يعيد لي رونق الأياّم
ويضيء دنياي بنوره
ويرسم لي بعضاً من
البهجة الّتي
افتقدتها لزمان طويل مضى
ومتى سيتغيّر الحال
الى حال آخر
متى تعود العصافير الملوّنة
تغرّد قرب شرفاتي
لأقاسم معها الفرح
متى سأضحك من جديد
وأعاود الابتسام
متى أبدأ عهداً جديداً
مع نفسي ووجودي
بل متى ستصالحني
الأقدار
ولو لمرّة واحده
في آخر مطاف العمر
ومتى ستهدأ ثورتي
ويتوقّف الى غير رجعة
صراعي مع الزّمان
فالى ذلك
أنا هنا بالانتظار
كلمات الشاعر
رائد جبار الذهبى






































