صحيفه الرواد نيوز
تاكفاريناس بين الأسطورة القومية والحقيقة التاريخيه
يُقدَّم تاكفاريناس في الخطاب القومي البربري المعاصر بوصفه “بطلاً قوميًا” قاوم الرومان دفاعًا عن الحرية، غير أن المصادر الرومانية الكلاسيكية ترسم صورة مختلفة تمامًا.
فبحسب الدراسات التاريخية، ومنها كتاب
Rebels Against Rome: 400 Years of Rebellions Against the Rule of Rome – Stephen Dando-Collins
لم يكن تاكفاريناس قائد حركة تحرر منظمة، بل زعيم تمرد مسلّح جمع حشدًا من قبيلة الموسولاميس، واعتمد أسلوب حرب العصابات وقطع الطرق، حيث قام بإحراق المزارع، وتخريب القرى، ومهاجمة الطرق التجارية داخل مقاطعة إفريقية الرومانية.
وتصفه المصادر الرومانية بأنه:
استهدف البنية الاقتصادية (الزراعة والطرق)
لم يؤسس كيانًا سياسيًا بديلًا
ولم يسعِ لبناء دولة أو نظام حكم مستقل
ومع ذلك، يجري تمجيده انتقائيًا في الخطاب القومي الحديث، في مقابل تشويه تاريخ بني هلال وبني سليم واتهامهم زورًا بتخريب كامل إفريقية، رغم أن:
التخريب لم يشمل كل مناطق إفريقية
وكثير من المدن والحواضر بقيت عامرة
وأسهم الهلاليون والسليميون لاحقًا في إعادة الإعمار والاستقرار السكاني في مناطق واسعة
إن هذا التناقض في السردية يكشف أن المسألة ليست “بحثًا عن الحقيقة”، بل توظيفًا أيديولوجيًا للتاريخ، حيث يُقدَّس من يخدم السردية القومية، ويُشيطَن من يناقضها، بغضّ النظر عن الوقائع الموثقة.






































