إستريحي
هدّديني ..
واشتميني ..
والْعَني يومَ وُلِدتُ ،
أحرقي أوراقَ شِعري ..
مزِّقي كلّ الّذي فيكِ كتبتُ ،
لاتعودي لزمانِ الوصلِ حتّى تلتقيني ،
هاأنا أُخبِرُكِ الآنَ :
منَ الماضي خرجتُ ،
حيثُ كنّا أبداً لن تجديني ،
واعذريني ،
كلُّ ماكانَ منَ الإحساسِ عندي قد نزفتُ ،
واستريحي ..
فأنا منكِ استرحتُ ،
.
كنتُ دوماً أشتري الحلوى لجاراتي الجميلاتِ
ويوماً لم أجِدهُنَّ ..
فقد طَيَّرنَ منّي ما انتبهتُ ،
يومها أعرفُ أنّني مازعلتُ ..
ماندِمتُ ،
وأنا الآنَ إذا ماعدتُ بالذّكرى إليهِنَّ ضحكتْ ،
ذهبَ الماضي مع الماضي ..
ولكِن ماذهبتُ ،
واسألي خمَّارةَ الإحساسِ كم فيها سكِرتُ ،
واسألي أشلاءَ كأسٍ ..
وسط البارِ كسرتُ ،
فأنا ماعُدتُ في الماضي ..
مِنَ الماضي خرجتُ ،
.
أوقَفَتني امرأةٌ في آخر الطّابورِ قصداً ..
فإليها إذ وصلتُ ..
ضحِكَت لي ظَنَّها أنّي بها مُنبهِرٌ ..
أو أنّني فيها افْتُتِنتُ ،
وإليها قبلَ أن أُسلِمَ أوراقي ..
منَ الطّابور ..
والصّفِّ انسحبتُ ،
لا تظنّي أنّني أشعرُ بالذّنبِ ..
استريحي ..
فأنا منكِ استرحتُ ،
.
في كراجِ الأمسِ ..
نادتني فتاةٌ لصعودِ الباصِ ..
عَجَّلتُ إليها ..
وانطلقنا ،
ثرثَرَتْ قُدَّامَ صمتي سِتَّ ساعاتٍ منَ الرّحلةِ
لكِنْ مانطقتُ ،
لم أكن أملُكُ إحساسي ،
ولما وصلَ الباصُ إلى وُجهتنا ودَّعتُها ..
منها اعتذرتُ ،
لم أكن أشعرُ بالذّنبِ ..
استريحي ..
فأنا منكِ استرحتُ ،
.
خانني مَن قد توسَّمتُ وفاءً ..
صاحبي الأكثرَ قُرباً ..
وبقينا ،
لم أفكِّر أنّني يوماً سأهجوهُ ..
ولا فكَّرتُ أن أهجرهُ ..
منه انزعجتُ ،
ليس في النّاسِ وفاءٌ
– وانتهى الأمرُ –
اقتنَعتُ ،
أنا لا أشعرُ بالذّنبِ ..
استريحي ..
فأنا منكِ استرحتُ .
بقلم أحمد محمود حسن
. . 3|6|2024






































