مقدمة كتاب آيُ مسك الختام في صحب سيّد الأنام ﷺ رضى الله عنهم
الجزء الثّاني
أقوال في الصّحابة
إنّ معدن صحابة محمد ﷺ أنفس من الذّهب والنّاس معادن . إنهم خير جيل في خير قرن من الزّمان قال النبي ﷺ “بعثت من خير بني آدم قرنًا فقرنًا حتّى كنت من القرن الّذي كنت فيه”. البخاري .
وفي الصّحيحين قال ﷺ: لعل الله اطّلع على أهل بدر، فقال : اعملوا ما شئتم ؛ فقد غفرت لكم .
إنهم أعظم ثلّة ظهرت في دنيا العقيدة والإيمان لأن الّذي ربّاهم وعلمهم هو أستاذ البشرية ، ومعلم الإنسانية محمدا ﷺ ، فهو الّذي ملأ قلوبهم إيماناً ويقيناً ، وصدقاً وإخلاصاً ، وعزماً وقصداً ، وجعل حياتهم تتفجر روعة ونسكاً، وإنتاجاً وعملاً .
إنهم الجيل الّذي استمع إلى القرآن غضاً طرياً من فم النّبي ﷺ. إنهم السّابقون الأولون ويكفيهم ثناء الله عليهم ومدحه لهم ، قال جل في علاه في آي الذكر الحكيم :
( للْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ * وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ *وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ) الحشر8 : 10)
وعن أبي سعيدالخدري رضى الله عنه : قال رسول الله ﷺ: ( لا تسبوا أصحابي ، فوالذي نفسي بيده لو أنّ أحدكم أنفق مثل أحد ذهباً ما أدرك مدّ أحدهم ولا نصيفه ).
وعن أنس بن مالك رضى الله عنه : قال النّبي ﷺ: « أرحم أمتي بأمتي أبو بكر، وأشدّهم في الله عمر، وأصدقهم حياء عثمان ، وأقرؤهم لكتاب الله أُبيّ بن كعب ، وأفرضهم زيد بن ثابت ، وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ بن جبل ، ألا وإن لكل أمة أميناً ، وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح ».
وعن سعيد بن زيد رضى الله عنه : أنّ رسول الله ﷺ قال: « أبو بكر في الجنّة وعمر في الجنّة وعثمان في الجنّة وعلي في الجنّة وطلحة في الجنّة والزّبير في الجنّة وعبد الرّحمن بن عوف في الجنّة وسعد بن أبي وقاص في الجنّة وسعيد بن زيد في الجنة وأبو عبيدة بن الجراح في الجنّة » .
قالتْ أمنا عائشة – رضي الله عنها – عندما قيل لها: إِنَّ ناسًا يَتَنَاوَلون أصحابَ النبيِّ ﷺ – حتّى أبا بكر وعمر، فقالتْ : وما تَعْجَبون من هذا؟! انقطع عنهم العملُ ، فأحبَّ الله ألاَّ ينقطعَ عنهم الأجْرَ. قال الحسن البصري – رحمه الله -: إنَّ أصحاب محمد ﷺ كانوا أكياسًا ، عملوا صالحًا ، وأكلوا طيبًا ، وقدموا فضلاً ، لَم يُنافسوا أهل الدّنيا في دنياهم ، ولم يجزعوا من ذلها ، أخذوا صفْوها ، وتركوا كدرها ، والله ما تعاظمتْ في أنفسهم حسنةٌ عملوها ، ولا تصاغرت في أنفسهم سيئةٌ أمرهم الشّيطان بها.
قال العلّامة ابن القيم رحمه الله مبيّناً فضل الصّحابة عموماً على غيرهم ممن جاء بعدهم وذاكراً الصّفات الّتي أهّلتهم لذلك : ) إن أفقه الأمة ، وأبر الأمة قلوباً وأعمقهم وأقلّهم تكلّفاً ، وأصحّهم قصوداً وأكملهم فطرة ، وأتمّهم إدراكاً وأصفاهم أذهاناً الّذين شاهدوا التّنزيل وعرفوا التّأويل ، وفهموا مقاصد الرّسول ﷺ ) .
وقال الإمام أبو حنيفة رحمه الله : « ولا نذكر أحدًا من صحابة رسول الله ﷺ إلا بخير ولا نتبرّأ من أحد منهم ، ولا نوالي أحدًا دون أحد »- ويقول: « مقام أحدهم مع رسول الله ﷺ ساعة واحدة خير من عمل أحدنا جميع عمره وإن طال ».
وقال الامام مالك بن أنس رحمه الله ):من تنقص أحدًا من أصحاب رسول الله ﷺ أو كان في قلبه عليهم غلّ ، فليس له حق في فيء المسلمين ) .
وعن الشّافعي رحمه الله أنّه قال: ) أثنى الله تبارك وتعالى على أصحاب رسول الله ﷺ في القرآن والتّوراة والإنجيل وسبق لهم لسان رسول الله ﷺ من الفضل ما ليس لأحد بعدهم ، فرحمهم الله وهنأهم بما أتاهم ) .
وجاء في كتاب السُّنَّة للإمام أحمد رحمه الله ) : ومن السُّنَّة ذكر محاسن أصحاب رسول الله ﷺ كلهم أجمعين ، والكفّ عن ذكر مساويهم والخلاف الّذي شجر بينهم ، فمن سبّ أصحاب رسول الله ﷺ أو أحدًا منهم فهو مبتدع ، رافضي خبيث ، لا يقبل الله منه صرفًا ولا عدلاً ، بل حبهم سُنَّة ، والدّعاء لهم قربة ، والاقتداء بهم وسيلة ، والأخذ بآثارهم فضيلة . وأن أصحاب رسول الله ﷺ بعد الأربعة خير النّاس ، ولا يجوز لأحد أن يذكر شيئًا من مساويهم ولا يطعن على أحد منهم بعيب ولا بنقص ، فمن فعل ذلك فقد وجب على السّلطان تأديبه وعقوبته وليس له أن يعفو عنه ) .
وجاء في مسنده : ) وأن تشهد للعشرة أنهم في الجنّة أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزّبير وسعد وسعيد وعبد الرّحمن بن عوف وأبو عبيدة بن الجرّاح ومن شهد له النبي ﷺ شهدنا له بالجنّة ) .
عن ابن عباس رضي الله عنهما في قول الله عزوجل ( قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى ) (النمل:59) قال هم أصحاب محمد ﷺ . قال أبو زرعة الرّازي : إذا رأيتَ الرّجل ينتقص أحدًا مِن أصحاب رسول الله ﷺ فاعلم أنّه زنديق؛ وذلك أن رسول الله ﷺ عندنا حق ، والقرآن حق ،
وإنّما أدَّى إلينا هذا القرآنَ والسّنن أصحابُ رسول الله ﷺ وإنما يريدون أن يجرحوا شهودنا ؛ ليبطلوا الكتاب والسّنة ، والجرحُ بهم أولى ، وهم زنادقة .
وقال الطحاوي – رحمه الله : “ونحبُّ أصحاب رسول الله ﷺ ولا نفرِّط في حبّ واحدٍ منهم ، ولا نتبرّأ من أحد منهم ، ونبغض من يبغضهم وبغير الخير يذكُرهم ، ولا نذكُرهم إلا بخير، وحبُّهم دين وإيمان وإحسان ، وبُغضهم كفرٌ ونفاق وطغيان”.
وقال بشر بن الحارث رحمه الله ” مَن شتم أصحاب رسول الله ﷺ فهو كافر وإن صام وصلّى وزعم أنه من المسلمين . – لقد أسر النّبي ﷺ وملأ شغاف قلوب أصحابه فكان أحبّ إليهم من كل شيئ . فلقد سُئِل علي ـ رضي الله عنه ـ كيف كان حبّكم لرسول الله ـ ﷺ ـ؟ فقال : ” كان والله أحبّ إلينا من أموالنا وأولادنا ، وآبائنا وأمهاتنا ، ومن الماء البارد على الظمأ “.
ولمّا قدِم عُرْوَةُ بْنُ مَسْعُودٍ مفاوضاً النبي ـ ﷺ ـ يوم صلح الحديبية من طرف قريش وحلفائها ، واصفاً ما رآه من حبّ الصحابة وتعظيمهم للنّبي ـ ﷺ – فقال : ” والله لقد وفدت على الملوك ووفدت على قيصر وكسرى والنّجاشي ، والله ما رأيت ملكاً قَطْ يعظمه أصحابه كما يعظم أصحاب محمد محمداً ، والله ما تنخم نخامة إلا وقعت في كفّ رجل منهم فدلك بها وجهه وجلده ، وإذا أمرهم ابتدروا أمره ، وإذا توضأ كادوا يقتتلون على وضوئه ، وإذا تكلم خفضوا أصواتهم عنده ، وما يحدون إليه النّظر تعظيماً له .
وقال أبو سفيان بن حرب قبل إسلامه : “ما رأيتُ من النّاس أحدًا يحبُّ أحدًا كحُبِّ أصحاب محمد محمدًا.
وعن أمنا عائشة رضي الله عنها قالت : جاء رجل إلى النّبي ﷺ فقال يا رسول الله إنك لأحبّ إليّ من نفسي وإنّك لأحبّ إليّ من ولدي وإني لأكون في البيت فإذكرك فما أصبر حتّى أتي فأنظر إليك وإذا ذكرت موتي وموتك عرفت أنك في الجنّة رفعت مع النّبيين وأنّي إذا دخلت الجنّة خشيت أن لا أراك ، فنزل جبريل عليه السلام بهذه الآية : ( وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقاً ) .
لقد ترجم الصّحابة ـ رضوان الله عليهم ـ حبّهم النّبي ـ ﷺ ـ ترجمة عملية ، فبذلوا أرواحهم وأموالهم رخيصة في سبيل الله ، طاعة لله وحبّاً لرسوله ﷺ قال سعد بن معاذ ـ رضي الله عنه ـ للنبي ﷺ يوم بدر كما ذكره أصحاب السّير : فقد آمنا بك وصدقناك ، وشهدنا أن ما جئت به هو الحق ، وأعطيناك على ذلك عهودنا ومواثيقنا على السّمع والطّاعة ، فامض يا رسول الله لما أردت فوالذي بعثك بالحق لو استعرضت بنا هذا البحر فخضته لخضناه معك ، ما تخلف منا رجل واحد ، وما نكره أن تلقى بنا عدوًّا غدًا إنا لصبر في الحرب ، صدق عند اللّقاء ، ولعل الله يريك منا ما تقر به عينك ، فسر بنا على بركة الله ، وفي رواية أن سعداً قال للنّبي ﷺ: لعلك تخشى أن تكون الأنصار ترى حقًا عليها أن لا تنصرك إلا في ديارهم ، وإنّي أقول عن الأنصار وأجيب عنهم : فاظعن حيث شئت ، وصل حبل من شئت ، واقطع حبل من شئت ، وخذ من أموالنا ما شئت ، وأعطنا ما شئت ، وما أخذت منّا كان أحبّ إلينا مما تركت ، وما أمرت فيه من أمر فأمرنا تبع لأمرك ، فوالله لئن سرت حتّى تبلغ البرك من غمدان لنسيرن معك ، ووالله لئن استعرضت بنا هذا البحر فخضته لخضناه معك ما تخلف منا أحد . فسر رسول الله ﷺ بقول سعد ، ثم قال ﷺ: سيروا وأبشروا ، فإن الله قد وعدني إحدى الطّائفتين ، والله لكأنّي الآن أنظر إلى مصارع القوم .
» ولما استأذن أبو بكر الصديق ـ رضي الله عنه ـ النبي ﷺ في الهجرة ، فقال له: (لا تعجل لعل الله يجعل لك صاحباً) ، فلما أذن الله ـ عزوجل ـ لنبيّه بالهجرة قدم على أبي بكر يخبره بالأمر فقال أبو بكر: “الصحبة يا رسول الله “. فقال له : ( الصّحبة ) . تقول أم المؤمنين عائشة ـ رضي الله عنها ـ: ( فوالله ما شعرت قط قبل ذلك اليوم أن أحداً يبكي من الفرح حتى رأيت أبا بكر يبكي يومئذ ) رواه البخاري .
( كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ )
لقد منّ الله تعالى على أمّة محمد ﷺ ومنحها صفات لا تعطى إلا للأنبياء ، قال الله تعالى عن أمة نبيه ( وكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا) البقرة .
وقال الله لنبيه ﷺ : ( فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا ) النساء.
فالأمة تشهد على الأمم السّابقة كشهادة كل نبيّ على أمته .
وقال تعالى للأمة : (هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِوَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا ) الأحزاب . وقال عن نبيه ﷺ : ( إن الله وملائكته يصلون علي النبي يا أيها الذين أمنوا صلّوا عليه وسلموا تسليمًا ) الأحزاب . فالله عز وجل كما يصلّي على نبيّه ﷺ يصلّي على أمّة النّبي ﷺ . وجعل الله تعالى شريعة نبيه جامعة للشّرائع السّابقة قال الله تعالى 🙂 شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّىٰ بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَىٰ وَعِيسَىٰ أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ ) الشورى.
وكذلك جعل ربّنا جل في علاه ثلثي أهل الجنّة من أمّة محمد ﷺ حيث ثبت في الحديث أن أهل الجنة عشرون ومائة صفّ ، هذه الأمّة منها ثمانون صفّاً . قال ﷺ : إنكم تتمون سبعين أمة ، أنتم خيرها وأكرمها على الله . إنها أمة محمد ﷺ لها من الخصال والخلال ما ليس لغيرها تكريم لها ولنبيها .ولقد أضاف الله عز وجل هذه الأمة إضافة تشريف إلى أبينا آدم وكذلك إلى الخليل إبراهيم قال تعالى: ( يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَىٰ ذَٰلِكَ خَيْرٌ ذَٰلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ ) الأعراف.
وقال تعالى : ( يَا بَنِي آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ) الأعراف.
وقال تعالي: ( وجَٰهِدُواْ فِى ٱللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِۦ هُوَ ٱجْتَبَىٰكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِى ٱلدِّينِ مِنْ حَرَجٍۢ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَٰهِيمَ هُوَ سَمَّىٰكُمُ ٱلْمُسْلِمِينَ مِن قَبْلُ ) الحج.
ولقد أثنى الله تعالى و مدح صحابة نبيّه ﷺ في ما يزيد عن مائة آية من آي الذكر الحكيم ، فهم أعظم جيل وطأ الأرض رضي الله عنهم . ومن هذه الآيات ققوله سبحانه وتعالى :
-[ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُواالصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا ] الفتح
-[ لقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا ] الفتح.
– [وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ] التوبة .
– [ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ على مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ ] محمد .
– [ ولَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا * مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا ] الأحزاب.
– [ لقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِين ] ال عمران. – (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم في الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا ) النّور .
– ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَٰئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ جَزَآؤُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّٰتُ عَدْنٍۢ تَجْرِى مِن تَحْتِهَا ٱلْأَنْهَٰرُ خَٰلِدِينَ فِيهَآ أَبَدًا رَّضِىَ ٱللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عنْهُ ذَٰلِكَ لِمَنْ خَشِىَ رَبَّهُۥ ) البينة.
– ( وَإِنْ يُرِيدُوا أَنْ يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللَّهُ هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ( الأنفال.
– ( رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ ) النّور .
– (الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّـهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ [ ال عمران .
ومن أقوال النّبيّ ﷺ في الصّحب الكرام وثنائه عليهم :
عن عبد الله بن مغفل المزني رضي الله عنه قال : قال رسول الله ﷺ: ( الله الله في أصحابي الله الله في أصحابي لا تتخذوهم غرضا بعدي فمن أحبّهم فبحبّي أحبهم ومن أبغضهم فببغضي أبغضهم ومن آذاهم فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله تبارك وتعالى ومن آذى الله فيوشك أن يأخذه ).
وقال ابن عباس رضي الله عنهما : قال رسول الله – ﷺ – ( مَن سب أصحابي فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ) .
وعن أنس بن مالك رضى الله عنه : أن النّبيّ ﷺ صعد أحدًا وأبو بكر وعمر وعثمان فرجف بهم ، فقال :« اثبت أحد فإنّما عليك نبي وصديق وشهيدان ».
وقال عبدالله بن عمرو رضى الله عنهما- سمعت النبي ﷺ يقول: « استقرئوا القرآن من أربعة من ابن مسعود ، وسالم مولى أبي حذيفة ، وأُبيّ بن كعب ، ومعاذ بن جبل ».
وعَنْ عَلِيٍّ بن أبي طالب رضى الله عنه أن رسول الله ﷺ قال: ( أبو بكر وعمر سيدا كهول أهل الجنة من الأولين والآخرين ، ما خلا النبيين والمرسلين ) .
وعن ابن عباس رضى الله عنهما أن رسول الله ﷺ قال : ( أبو بكر وعمر من هذا الدين ، كمنزلة السمع والبصر من الرأس ).
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه : قال رسول الله ﷺ : ( يأتي على الناس زمان فيغزو فئام من الناس فيقولون فيكم من صاحب رسول الله ﷺ فيقولون نعم فيفتح لهم ثم يأتي على الناس زمان فيغزو فئام من النّاس فيقال هل فيكم من صاحب أصحاب رسول الله ﷺ فيقولون نعم فيفتح لهم ثمّ يأتي على الناس زمان فيغزو فئام من النّاس فيقال هل فيكم من صاحب من صاحب أصحاب رسول الله ﷺ فيقولون نعم فيفتح له ) . إنها أمّة أعظم نبي حيث قال ﷺ : ( أنا سيدُ ولدِ آدمَ ولا فخر وأنا أولُ من تنشقُّ الأرضُ عنه يومَ القيامةِ ولافخر وأنا أولُ شافعٍ وأولُ مشفَّعٍ ولا فخر ولواءُ الحمدِ بيدي يومَ القيامةِ ولا فخرَ” وقال ﷺ من حديث ابن مسعود : لَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا خَلِيلًا لَاتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ خَلِيلًا ، وَلَكِنَّهُ أَخِي وَصَاحِبِي ، وَقَدِ اتَّخَذَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ صَاحِبَكُمْ خَلِيلاً ).
و قالَ النَّبيُّ ﷺ (إنَّ اللَّهَ خلقَ الخلقَ ، فجعَلَني مِن خَيرِ فِرَقِهِم ، وخَيرِ الفريقَينِ ، ثمَّ خيَّرَ القبائلَ ، فجَعلَني مِن خَيرِ القبيلةِ ، ثمَّ خيَّرَ البيوتَ فجعَلَني مِن خَيرِ بيوتِهِم ، فأَنا خيرُهُم نفسًا وخيرُهُم بَيتًا). وعن حذيفة أن رسول الله ﷺ قال: « اقتدوا بالذين من بعدي أبي بكر وعمر»
أخرجه التّرمذي وحسنه.
جمعه ونقحه/ الفقير إلى مولاه
أبو الندي
محمود فوزي الموجي





































