من خلال لوحات فنية دافئة ممزوجة باللاحسيس الصادقة عبر الفنانين بحلب ضمن معرض “ذكرى النصر الأولى ”
عن فرحتهم في التحرير والنصر حيث تضمن المعرض العديد من اللوحات التي تعكس الأمل والحياة
حلب ..
كتب عماد مصطفى
شهدت مدينة حلب مؤخرًا معرضًا فنيًا متميزًا يحمل عنوان “ذكرى النصر الأولى”، والذي كان تعبيرًا عن فرحة أهل المدينة بتحريرهم وانتصارهم بعد فترة طويلة من الألم والمعاناة. كان المعرض فرصة للفنانين، سواء المحترفين أو الطلاب، للتعبير عن مشاعرهم وأفكارهم من خلال لوحاتهم الفنية التي تميزت بالألوان الدافئة والرموز الدالة. يعكس هذا الحدث الفني الأمل والحياة، حيث برزت فيه تجارب متعددة تسلط الضوء على النصر وتحدي العوائق.
العرض الفني لم يكن مجرد تجميع للصور والأعمال، بل هو جزء من نسيج ثقافي أعمق يسعى إلى إعادة بناء الهوية الفنية للمدينة بعد سنوات من النزاع. يؤكد أحمد العبسي، مدير الثقافة بحلب، أن هذا المعرض يأتي ضمن سلسلة فعاليات تهدف إلى تعزيز روح التطوير الثقافي والفني في المدينة. في زمن يحتاج فيه المجتمع إلى الإلهام، يأتي الفن ليكون وسيلة للتعبير عن المشاعر والنضال من أجل الحرية. يتجلى ذلك من خلال مشاركة الشباب ودمجهم مع ذوي الخبرة في مجالات الفن، مما يسهم في نقل الفكرة الإبداعية إلى الجيل الجديد.
من جانبه اشارت المهندسة وفاء علايا إن وجود الطلاب من معهد الفنون التشكيلية يعكس التزام المديرية بدعم الشباب ودفعهم لتقديم رؤاهم الفنية للحدث الرمزي في هذه المناسبة الهامة. ما يجعل المعرض متميزًا هو تنوع الأعمال الفنية التي أُدخلت فيه، حيث يستطيع الزائرون أن يتفاعلوا مع كل لوحة وكيف تعكس اللحظة التاريخية في حياة السوريين.
تشارك عدد من الفنانين المعروفين في المعرض، يقدم كل منهم رؤيته الشخصية حول أحداث الماضي.
الفنان عبيدة قدسي، على سبيل المثال، استخدم رمزية الفراشة في لوحته، التي تعكس الانتقال من الحقبة السوداء التي مرت بها البلاد إلى فترة من الأمل والتغيير. استخدم الألوان لتجسيد مشاعر المعاناة، الدماء التي ترافقت مع النضال، وصولًا إلى مراحل الشفافية والنقاء. تعكس هذه الرسالة رمزية قوية في السياق الثقافي السوري، حيث تحولت اللوحة إلى رمز من رموز التحول الاجتماعي والفني.
أما الفنان خلدون الأحمد، فقد قدم عملاً يتميز بالخط العربي، مشكلاً في تصميمه الجديد والذي يعبر عن حب الوطن والانسجام. يسعى هذا العمل إلى توحيد الفنون التشكيلية مع الخط العربي، مما يجعله يجذب الانتباه ويستهوي المشاهدين بفكرته الحديثة.
في جانب آخر، عبرت الفنانة فاتن الحلو بلوحتها عن العطاء المتجدد من الأرض، حيث قدمت صورة لفتاة محاطة بالألوان الترابية والورود، مما يعكس جمال الطبيعة وارتباطها بالأمل رغم الظروف الصعبة. إن هذه الرسالة تحمل في طياتها دلالات عميقة حول قدرة الشعب السوري على الاستمرار في الحياة والإبداع.
الفنانة حياة الرومو أضافت لمستها الخاصة في المعرض، حيث أثارت اللوحة التي قدمتها معاني الأمل والإشراق. تعكس رؤية الشباب ورسالتهم للعالم الخارجي بأنهم لا يزالون متفاعلين وحيويين، وأن هناك دائمًا أملاً في الغد. إن الفنون هنا تلعب دور الوسيط لنقل الأحاسيس العميقة للعالم حول الاستمرار في النضال من أجل الهوية والحرية.
الفنانة سوزان حسين، بدورها، قدمت لوحة توثق فيها تقدم الثوار في المعارك الحاسمة من خلال الألوان المتغيرة، حيث عكست الانتقال من الظلام إلى النور. استخدمت الألوان بشكل يعكس التحولات العميقة التي خاضها الشعب السوري، مما يجعل زائري المعرض يشعرون بالروح الوطنية المتأججة في قلب الجميع.
شهد المعرض تفاعلًا جماهيريًا لافتًا، حيث تنوعت فئات الزوار بين فنانين وطلاب ومهتمين بالفنون. يأتي هذا التفاعل ليؤكد على رغبة الناس في التعرف على الفن المحلي ودعمه، مما يسهم في خلق بيئة ثقافية نابضة بالحياة في حلب. لقد كانت الفرقة الإنشادية التي قدمت خلال المعرض عنصرًا إضافيًا ساهم في إبراز التراث الروحي والإنساني للمدينة، مما خلق جوًا من السعادة والتفاعل بين الحضور.





































