سيقالُ:
كان وكان ثمَّ تحوَّلا
كان الأخيرَ وكيف أصبحَ أوَّلا
ويقالُ:
مهمومٌ بما لا ينتهي
والكونُ حمَّلَهُ الأسى وتجوَّلا
ويقالُ:
يلبسُ ثوبَ مظلوميَّةٍ
سوداءَ فصَّلَ ثوبَها وتسوَّلا
ويقالُ:
يتَّخذُ الكتابةَ مهنةً
وعلى الكتابةِ كمْ أقامَ وعوَّلا
ويقالُ:
جانبهُ الصَّوابُ
وخانهُ نهجٌ خطا خطأً عليهِ وهوَّلا
ويقالُ:
مختالٌ ومحتالٌ
على أثرِ الأوائلِ لمْ يُضفْ أثرًا إلى
ويقالُ:
مفتعلٌ ومشتعلٌ
بما يؤذي شعورَ الآخرينَ وقسْ على
ويقالُ:
عقلٌ فارغٌ ومراوغٌ
أعلى أمانيهِ الوصولُ إلى العُلا
ويقالُ:
يشعرُ أنهُ عن غيرهِ
في النّاسِ مختلفٌ فأصبحَ مُهملا
ويقالُ:
إنَّ الشِّعرَ ليس قضيةً
أمسى قضيَّتهُ وصاحَ وهلَّلا
ويقالُ:
عادَ وزادَ في قاموسهِ
حتَّى مللنا شعرَهُ المُسترسَلا
ويقالُ:
يكرهُ أنْ يقالَ: مقلِّدٌ
فارموهُ بالتّقليدِ حتَّى يُقتلا
ويقالُ:
سطحيٌّ ومتّضحُ الرُّؤى
لا يُغمِضُ المعنى لكي يتأوَّلا
ويقالُ:
يحلُمُ ثمَّ يحلُمُ
والّذي بالحُلمِ ملتصقٌ يظلُّ مكبَّلا
ويقالُ:
لا يذرُ الشِّكايةَ
ناقمًا لا يستحقُّ الفضلَ أنْ يتفضَّلا
ويقالُ:
كم كتبَ القصائدَ كلَّها
فيما يقالُ ولم يكن متجمِّلا
ويقالُ
ما في الخمرِ
إلَّا أنهُ قولٌ أثارَ حفيظتي كي أسألا
ماذا عليَّ
من السِّهامِ
وكيف يا وجعَ الكلامِ فتحتَ بابًا مقفلا؟
قد كنتُ
أدمنتُ انطوائيَ
وانزوى وخزُ الأنا والطِّينُ كان مبلَّلا
خذ هدنةً عنِّي
ودعنيَ بُرهةً
ما كان وقتكَ كي تزيدَ وتُكمِلا
أنا يا رفيقيَ
لا رفيقَ لوحدتي
لكنَّني اخترتُ التَّوحُّدَ منزلا
فإذا نزلتَ
بدارِ قومٍ
فاحترم أهلَ الدِّيارِ ولا تكن متطفِّلا
وإذا توسَّدْتَ
المجازَ
وأنت في دارِ الحقيقةِ نم كفاك تخيُّلا
وإذا خشيتَ النّاسَ
كنتَ مداهنًا
وإذا خشيتَ اللهَ كنتَ مبجَّلا
وإذا ابتليتَ
بما ابتليتُ
فربَّما أدركتَ كيف يكونُ حالُ المبتلى
وإذا اكترثتَ
بما يقالُ
وقيلَ: هل تعني عتابَ القائلينَ؟ فقل: بلى
لا يبلغُ الأسبابَ
مَن قالوا: نعم
في غيرِ موضعِها لذلك قلتُ: لا. بقلم أحمد نناوي





































