إلى كلّ الجدّات في أسبوع الجدّة…
في عيدكِ، لا أبحث عن كلماتٍ مزخرفةٍ، لأنّكِ أصلُ البلاغة، ودفءُ المعنى. جدّتي…
يا امرأةً تشبه الدّعاء حين يُقال بصوتٍ خافت،
وتُشبه الوطنَ حين نعودُ إليه متعبين،
يداكِ المتعبتان خبّأتا للعالم خبزًا وحكايات،
وقلبكِ الحنون علّم الصّبرَ كيف يكونُ جميلًا.
في عيدكِ،
أقف عند تخوم اللّغة، وأنا أدرك بأنَّ الكلماتِ أضيقُ من هيبتِكِ ووقارِكِ،
وأنّ البلاغة تتلعثم حين تحاول أن تلمَسَ مقامَكِ.
أنتِ يا جدّتي لستِ امرأةً مرّت في العمر، بل أنتِ مَن تعلّم العمرُ منكِ الحكمة، فتوّجَ رأسَكِ بإكليلٍ منسوجٍ من بياضِِ قلبك
الّذي أتقنَ فنَّ المحبّة، والعطاء بصمتٍ.
من ندى كفّيكِ تعمّد الصّبر،
وفي صوتكِ سكنتِ الطّمأنينة حتّى صارت سلامًا.
بيتكِ كان أوّل درسٍ في الأمان،
ووجهكِ كان الإبلاغ خارطة الّتي تعيدنا إلى أنفسنا
كلّما تاهت بنا الطّرق.
كنتِ تقولين القليل،
لكنّه في مضمونه كثير.
في عيدكِ لا أقدّم تهنئة،
بل أقدّم اعترافًا أنّ ما فينا من خيرٍ هو غرسٌ زرعَتْهُ عِظاتُكِ وإرشاداتُكِ وسيرتُكِ،
وأنّ ما نملِكُه من صبرٍ وجمالٍ هو أثرٌ باقٍ من روحكِ.
كلُّ عامٍ وأنتِ صلاةٌ دائمة،
وذاكرةٌ لا يطالها النّسَيَان،
وبركةٌ تمشي على قدمين.
كلّ عامٍ والحياة تحتفلُ بوجودِك، أنتِ يا ظلَّ اللهِ في أعمارِنا،
وبركةَ أيامِنا،
وأغنيةَ عُمرِنا التّي لا تشيخُ.
عايدة قزحيّا






































