حلب … كتب عماد مصطفى
يمثل الحوار الوطني الشامل فرصة مهمة لمعالجة الجراح التي خلفتها سنوات من النزاع، ويعد أساسًا لبناء سوريا الجديدة. من محافظة حلب جرت جلسة حوارية جمعت عددًا من المثقفين والمفكرين والنخب السياسية. تمحور النقاش حول الهوية الوطنية الجامعة ودور المشاركة الفعالة بين جميع الأطراف في تحقيق مستقبل أفضل لسوريا.
تمت مناقشة حقوق المواطنة والمساواة والعدالة، لضمان أن يتمكن جميع السوريين من المشاركة في صياغة دستور يبرز هذه الحقوق. تبرز أهمية الحوار الوطني كفرصة ذهبية للشفاء من آثار الماضي وبناء الثقة بين مختلف الأطراف. وقد عرض المتحدثون كيف أن هذا الحوار يمكن أن يسهم في تكوين هيئة دولية تضم جميع مكونات الشعب السوري. إن وجود هيئة حوارية حلم يتطلع إليه الكثيرون، إذ يتعين على هذه الهيئة أن تكون جسرًا للتواصل بين القلوب المتباعدة وتعزيز التسامح.
خلال الحوار، تم التركيز على ضرورة الابتعاد عن خطابات الكراهية، وبدلاً من ذلك، يجب استبدالها بالحوار السوري السوري. هذا التحول في الخطاب يمكن أن يسهم بشكل كبير في تعزيز السلام والاستقرار في البلاد. يعتبر الحوار الوطني خطوة محورية نحو مستقبل يُبنى على أسس التسامح والاحترام المتبادل.
كما ناقش المشاركون دور العلاقات الخارجية وتأثيرها على الوضع السوري. كان هناك توافق على أهمية تطوير علاقات داخلية قوية بين السوريين كخطوة أولى قبل الانفتاح على القوى الخارجية. الموقف السائد عند معظم الدول هو حماية مصالحها، وهذا يستدعي من السوريين التركيز على تعزيز وحدتهم الداخلية لتحقيق الأهداف الوطنية.
أحد المحاور المهمة التي تم تناولها كان النموذج الدستوري الذي يمكن أن يضمن حقوق جميع الأطياف السورية. أكد المحاورون على أهمية تضمين نصوص قانونية تعزز مبادئ العدالة والمساواة. وجود دستور قوي يمثل جميع مكونات الشعب السوري يعد خطوة محورية نحو بناء دولة حديثة قائمة على حقوق الإنسان والكرامة.
ومع تقدم الأزمة في السنوات الأخيرة، أصبحت فكرة الحوار الوطني أكثر إلحاحًا بعد الكوارث التي ألمت بالبلاد. إن البحث عن السلام يتطلب جهودًا جماعية من جميع المدنيين. بينما تتوحد أصوات العديد من السوريين في ضرورة التغيير، يصبح من المهم تحقيق اتفاق فعلي على نشر ثقافة الحوار. وبناء جسور التواصل بين مختلف المكونات.
تميز النقاش بحضور المثقفين والمفكرين السياسيين والذي يُعتبر دورهم حيويًا في هذا السياق.
في ختام الجلسة الحوارية، توصل المشاركون إلى ضرورة استمرار الحوار الوطني كاستراتيجية أساسية للتنمية المستدامة. يتطلب بناء سوريا الجديدة جهودًا متضافرة ونوايا صادقة من جميع الأطراف، ويجب إشراك جميع الفئات والآراء.
إن هذا التعاون يصب في مصلحة جميع السوريين، وهو الدافع الأساسي لكل خطوة نحو المستقبل.
أدار الجلسة الحوارية
أ. مرعي الشبلي، عضو مكتب العلاقات لحزب سوريا المستقبل، وأ. كليستان حبش، ناطقة مكتب العلاقات للحزب بحلب. الحوار الذي جرى يمثل نقطة انطلاق نحو مستقبل يكون فيه جميع السوريين متعاونين، منفتحين على بعضهم البعض، وقادرين على تشكيل مستقبل يسوده الأمل والاستقرار.






































