الفائزون بجائزة أميلكار سولفريني الدولية في تورينو لعام 2025
كتبت الشاعرة والمترجمة اللبنانية البرازيلية تغريد بو مرعي
احتضنت قلعة بافوني في تورينو، يوم الأحد 30 نوفمبر 2025، حفلاً أدبيًا مميزًا بمناسبة اختتام الدورة الثامنة من جائزة أميلكار سولفريني الدولية للأدب، وسط حضور أدبي وفني واسع.
أميلكار سولفريني… ذاكرة أدبية حاضرة
يحمل هذا الحدث الأدبي اسم الشاعر والكاتب الإيطالي فيتوريو أكتيس داتو (1837–1929)، الذي عُرف باسم أميلكار سولفريني. وقد ترك بصمة خاصة في الأدب المكتوب باللهجة البييمونتية، حتى بات واحدًا من أبرز رموز الثقافة السافوية. وخلال مسيرته، ترأس تحرير مجلة L Birichin وأسهم في ترسيخ مكانة الإبداع المحلي. وقد كرّمته مدينة تورينو بإطلاق اسمه على أحد شوارعها، كما خُلد إرثه من خلال المسابقة الأدبية التي تحمل اسمه وتستقطب كتابًا من أنحاء العالم.
وشهدت مكتبة بافوني كانافيزه تزامنًا مع الحدث سلسلة مبادرات ثقافية، من بينها معرض تصوير للفنان إيغور غريبالدو، ومعرض رسم للفنان إلفين يوريو، ما أضفى على المناسبة طابعًا احتفاليًا متعدد الفنون.
ومع أن الجائزة انطلقت منذ سنوات بوصفها فعالية محلية في بلدة رودالو، فإنها تحولت تدريجيًا إلى حدث وطني ثم دولي، إذ باتت تستقطب شعراء من كل أنحاء إيطاليا ومن خارجها، مما عزز حضورها الثقافي والسياحي.
شهدت دورة هذا العام مشاركة مئة شاعر من خمس قارات، جمعوا بين لغات وثقافات وتجارب متناقضة، من روسيا وأوكرانيا إلى فلسطين وإسرائيل. ولعل المفارقة المدهشة أن تتصدر القائمة قصيدة لشاعر فلسطيني تليه قصيدة لشاعرة إسرائيلية، في لحظة تؤكد أن الشعر قادر على فتح حوار لا تمنحه السياسة.
فقد حصد أحمد مقداد من غزة المركز الأول عن نصه “صبارتي الوفية” الذي كتبَه بعيدًا عن مدينته، مستحضرًا صبارته رمزًا لصبر لا يخونه، في مقابل خذلان البشر.
أما هيلين بار–ليف من إسرائيل، فقد جاءت في المركز الثاني بقصيدتها “الأخضر يشفي”، التي تلجأ فيها إلى حدائقها وعبق النباتات لتضمّد جراح الحرب.
فيما مُنح لقب شاعر العام للشاعر البلجيكي أغرون شيلي، وتوجت الشاعرة السريلانكية شيراني راجاباكسي بجائزة اللوحة الفخارية التي سينجزها الفنان أليساندرو أكتيس غروسّو.
حصلت ليديا كياريلي على دبلوم “سفيرة الثقافة السولفيريانية في العالم”.
ونال نيل ويتمَن من الولايات المتحدة جائزة غيدو كياريلي عن قصيدته التي تستحضر تورينو ليلًا في نص يستخدم بنية “قصيدة فيبوناتشي”، بينما حصلت آنا كيكو من الصين على جائزة إيرونوي توماس عن قصيدتها “ضوء القمر” التي تعيد تشكيل أجواء الشاعر الإنجليزي الليلية.
حلّ الفنان الإيطالي أليساندرو بولجيني ضيفًا مميزًا على الحفل، وهو المعروف بأعماله التركيبية الخارجة عن التصنيف، والتي تتنوع بين الرسم والتصوير والفيديو والأداء. وقد لفت الأنظار هذا العام بتركيبته “أرض الميعاد – غزة” المعروضة في فلاش باك هابتات في تورينو، المستوحاة من لحظة إنسانية مؤثرة: احتساء الشاي بين الركام خلال شهر رمضان. وقد رأى بولجيني في هذه اللحظة البسيطة فعل مقاومة شعرية تتحدى الخراب.
إلى جانب الفائزين الرئيسيين، ضمت الجائزة مجموعة واسعة من الشعراء العالميين، من بينهم:
تغريد بو مرعي (لبنان/البرازيل)، آنا ستيلجا (صربيا/الإمارات)، ميرجانا شتيفانيكي أنطونيتش (صربيا)، زلاتان ديميروفيتش، كاو شوي (الصين)، أحمد مقداد (فلسطين)، ميريلا ليكا خافا (فرنسا/ألبانيا)، شيدوبم ديتليف إكويومي (نيجيريا)، الحاج محمد علي بن الحاج ردين (بروناي)، إلدورا بيتسي لينغدو (الهند)، شيراني راجاباكسي (سريلانكا)، نيكولا نادلاتشكي (صربيا)، لوسيلا ترابازو (سويسرا)، ك.أ.ك. (روسيا)، ديميتريس كرانيوتيس (اليونان)، سعاد الكواري (قطر)، تيتينا فاسيليفنا شونكه (أوكرانيا)، أليشيا كوبرزكا (بولندا), صوفيا توماسو (اليونان)، جيرماين دروغنبروت (بلجيكا)، أنجيلا بونوش (صربيا)، ستانلي باركان (الولايات المتحدة)، ألكسندرا فويسييتش (الجبل الأسود)، ماكي ستارفيلد (اليابان)، فاتسالا رادهاكيسون (موريشيوس)، جوزيف فارينا (كندا)، لارا دولفين (الولايات المتحدة)، تانجا أيتتيتش (صربيا)، دوشان ستويكوفيتش (صربيا)، نونفيثي ديفيد رولان سوجلو (بنين)، تيموتيه بوردناف (فرنسا)، وأنتونيا بتروني (إيطاليا).
وفي هذا الحضور المتنوع، تتجلى روح الجائزة التي تسعى إلى توحيد الأصوات عبر الشعر، وتقديم مساحة عالمية للاحتفاء بالإبداع البشري، مهما اختلفت اللغات والجغرافيا.






































