تفعيلة (فعولن)
متاهة الوعود
أدورُ وحيداً على حافّـةِ اللّيلِ
أفكُّ سـراباً
وأربِطُ ما بين صوتي وظلّي
وأُصغـي لِصوتٍ يجيءُ من الصّمتِ
يشربُ من شُهقتي
ويعيدُ صدى الأسئلة.
أطوفُ بلا خطوٍ
كأنّ يديّ تُمسكانِ الهواءَ
وتسألانِ الطّريقَ
لماذا يمرُّ أمامي
ولا يتوقّف؟
ولماذا أرى شفرةَ الضّوءِ
تقطعُ معنى النّهار
ولا تمنحُ الرّوحَ بدءاً جديداً؟
تلوحُ وعودٌ
كأنّ الزّمانَ يجرُّ خُيوطاً رقيقة
تُعلّقُ قلبي
وتدفعُهُ نحو ما لا يرى
فأمضي
وأعرفُ أنّي أُقادُ
وأنّي أسوقُ خطايَ معاً
في ممرٍّ يطولُ
ولا يستجيبُ لنبضي.
أجرّ السّؤالَ
كما يجرُّ المسافرُ ظلّهُ في الفراغ
وأعرفُ أنّي أفتّشُ عنّي
وفي كلِّ مرّةٍ
أعودُ إلى نقطةٍ
لم تكنْ لي
ولا تعرفُ اسمي.
تتفتّحُ في الصّمتِ نافذةٌ
تلمسُ وجهي
وتسألني:
هل أنتَ هنا؟
فأُومئُ للرّيحِ
وأتركُها تُسقطُ عنّي يقيناً
تَلَبّسَني زمناً
وأعادَ إليّ ثِقلي.
يا سراباً يجيءُ
ويُربكُ دربي
دعِ الوعدَ يَسقطُ
كي أعرفَ الصّحراءَ
من غيرِ زيفٍ
وأمشي بلا أملٍٍ
وبلا رغبةٍ
وبلا أيّ وهمٍ يُحاوِلُ أن يُسمّيني.
فلعلّي إذا ما وصلتُ إلى العدمِ
أجدُ أطرافي
وأعرفُ أنّي
كنتُ أسعى إلى بابٍ
قديمٍ
يؤدّي إليَّ
ولم يفتحِ الوقتُ يوماً
طريقاً سواه.
بقلم الشاعرة/ د.سحرحليم أنيس
سفيرة السلام الدولي
القاهرة 1/12/2025






































