تَعالَوْا نَزرَعْ الأنْغَامَ لا الألْغَامَ
بِلَادِي.. يَامِهادَ الظِّلِّ والمَاءِ
ومَرْجَ العِطْرِ مِنْ زَخَّاتِ أنْدَاءِ
عَلَى شُبَّاكِكِ المَنْسُوجِ مِن فُلٍّ
ونِسْرینٍ ورَیْحَانٍ و حِنِّاءِ
جَلَسْتُ لِأنْتَقي مِنْ نَبْضَتِي شِعْري
ومَا يَنْدَى بِهِ صَدْرِي و أحْشَائِي
وأرْسُمَهُ…علَى جُدْرانِ أشْواقِي
بِحِبْرٍ منْ رَحِيقِ الحَاءِ والبَاءِ
جَلَسْتُ أحُوكُ مِن عِشْقِي وأحْلامِي
مَوَاوِيلَ عَلى أوْتَارِ إنْشَائي
و يَاقُوتًا و مَرْجَانًا..
لأَصْنَعَ مِنْهُ تِيجَانًا..
تَشِعُّ بِتِبْرِ اؔلَاءِ
أزِينُ بِهَا صَبايَاكِ …
وإنْ كانَتْ صَبَايَاكِ
دُمًى مِنْ نَسْجِ لَأْلَاءِ
بِلَا عِطْري وَ تِيجَانِي…
بلَا دُرِّي ومَرْجَاني..
بِلَا أزْهَارِ إهْدَائِي
تَشِيدُ بِرَوْعَةٍ فِيهِنّ رُوحُ الكَوْنِ
فِي أُهْزُوجَةٍ مِنْ نَسْغِ أشْذَاءِ
بِلَادِي كَانتْ الإِكْسِيرَ فِي فَجْرٍ
مِنَ الأنْدَاءِ يَفْرِي سَوْأةَ الدَّاءِ
وكَانَتْ قُبْلةَ الأشْعارِ
فِي ثَغْر الهَوَی
في خَدِّ أشْذَاءِ وأنْداءٍ
وكانتْ تَاجَ أنْوَارٍ ..
وكَانَتْ نَبْعَ أسْرَارٍ
وكانَتْ مَرْجَ نَعمَاءِ
وأعْذَبَ نَغْمةٍ سَالَتْ
عَلَی تَضْوِیعةِ الأنْسَامِ
فِي تَرْنیمَةِ المَاءِ
فَکَیْفَ رَسَفْتَ یَا وَطَنِي بِطِینِ الذُّلِّ
وَالأوْجَاعِ فِي مُسْتَنقَعِ الدَّاءِ؟
وکَیْفَ هَجَرْتَ مَرْجَ الخِصبِ
حتَّی تُهْتَ فِي دَوَّامَةٍ
مِنْ نَسْفِ صَحْرَاءِ؟
و کَیْفَ هَوَیْتَ مِنْ هَامَاتِ أمْجَادٍ
إلَی أغْوارِ إمْحَالٍ وبَأْسَاءِ؟
ألَسْتَ تَرَی کُوَی الأنْوَارِ قَد سُدَّتْ
ومَاهَ العَتْمُ مِنْ أثْدَاءِ أنْوَاءِ؟♡
فَمِنْ أيِّ النَّوافِذِ قَدْ أُطِلُّ عَلَیْکَ
یَا وَطَنِي..وأُلْقِي شَهْدَ إنشاٸِي؟
وهَلْ مِنْ شُرْفَةٍ لَازِلْتُ أشْعِلُ فِي
دَیَاجِیهَا..قَنَادِیلِي وأضْوَاٸِي؟
وَهَلْ مِنْ لَازَوَرْدِ هَوًی
یَضُخُّ النُّورَ فِي الأمْدَاءِ
والسَّلوَی بأحشَاٸِي؟
هَوَتْ عَهْنًا شَبَابِیکِي..رَمَادًا مِن
أذَی جَمْر وإِمْحَالٍ ورَمْضَاءِ
مَتَی تَنْجَابُ عَن وطَني
فُلُولُ اللّيْلِ تَمْشُقُ
سَيْفَ أحقَادٍ و بَغْضَاءِ؟♡
و تُسْفِرُ غَیْمَةُ الأنْوَاءِ
عَنْ کوْنٍ مِنَ النَّعْمَاءِ
مِنْ زَخَّاتِ أنْدَاءِ؟♡
شَفِيفًا عَابقًا يَهْفُو
بِلَا قَهْرٍ ولَا جَوْرٍ
ولَا عُقْمٍ و لا دَاءِ
تَعَالوْا نَزْرَعْ الأَنْغامَ
لا الأَلْغامَ… فِي بَحْرٍ
و في بَرٍّ و أجْوَاءِ
تَعَالَوْا نَزْرَعْ الأحلَامَ
لَا الأَوْهَامَ…في وَهْدٍ
وفِي نَجْدٍ و بَيْدَاءِ
عَسَاها ذَاتَ بَعْثٍ..هَذَهِ الأوْطانُ
تَرْضَعُ حَلْمَةَ الرّيْحان والمَاءِ
فَيَصْحُو الأُفْقُ رَيَّانًا..
ويَنْتفِضُ المَدَى شَوْقًا
لِعَشْتَارٍ وَعَنْقَاءِ
《سعيدة باش طبجي☆تونس》
《2020/11/19 》






































