لِلهَوَى أَخْلاقُ
الشاعر أحمد جاد الله
لا تَكْتُمِ الأشْواقَ في الأعْماقِ
واشْرَحْ هَواكَ فَكُلُّنا عُشّاقِ
إِنَّ الهَوَى خَمْرُ النُّفوسِ فَكَمْ بِهِ
مِنْ صاحٍ أَمْسَى بِلا إِفْراقِ
فالحُبُّ كَانَ لَيُسْتَتَرُ لَوَلا
دَمْعٌ يَسِيلُ وَخَافِقٌ خَفَّاقِ
فَاصْبِرْ فَمَا أَنْتَ الوَحِيدُ بِعِشْقِهِ
أَرْدَاهُ سِحْرُ الخَدِّ وَالأَحْدَاقِ
كَمْ سَاهِرٍ قَاسَى الظَّلامَ مُعَذَّبًا
يَشْكُو لِبَدْرِ التِّمِّ طُولَ فِرَاقِ
فَإِذَا رَشَفْتَ حَلاوَةً مِنْ ثَغْرِهِ
أَسْقَاكَ كَأْسَ المُرِّ وَالتِّرْيَاقِ
وَإِذَا رَمَى بِلِحَاظِهِ سَهْمًا فَمَا
يَنْجُو مِنَ الْقَلْبِ الشَّجِيِّ الصَّادِقِ
فَاصْبِرْ عَلَى هَجْرِ الحَبيبِ فَرُبَّما
عَادَ الوِصالُ وَجُدِّدَ الميثاقِ
وَاحْفَظْ لَهُ الأَسْرَارَ فِي الآفَاقِ
فَالحُبُّ فِي أَصْلِ الهَوَى أَخْلَاقِ
وَاحْفَظْ وِدَادًا إِنْ تَغَيَّرَ حَالُهُ
فَالغَدْرُ لَيْسَ بِشِيمَةِ الأَذْوَاقِ
فَالصَّبْرُ مِنْ شِيَمِ الكِرَامِ وَإِنَّمَا
يَزِيدُ لَوْعَةَ قَلْبِهِ الخَفَّاقِ
وَارْفِقْ بِمَنْ أَهْدَاكَ رُوحًا لَمْ تَكُنْ
لِسِوَاكَ يَوْمًا فِي مَدَى الآفَاقِ
هَذِي شَرِيعَتُهُ فَدُمْ فِي ظِلِّهَا
وَارْقَ الْعُلا فِي سُلَّمِ الْعُشَّاقِ
Ahmed gadallah






































