أنفاس الغياب
أتمشّى على رمادِ الوجد،
أُصغي لأنينِ المسافة،
تُخبّئني منابرُ الغياب،
ويُسدلُ القمرُ جفنهُ
على نايٍ يتهجّى اسمَ الحنين.
يا ليلُ،
ما زال وجهي يقطرُ من جرحي،
كأنّ النّورَ خُطّ على جبيني
بمدادِ الأسى.
في الفجرِ،
حين تستفيقُ أرواحُ الماء،
أمدُّ يدي نحو ظلّي،
فلا أجدُ غيرَ ذرّاتٍ من بقايا نَفَسٍ
يحاولُ أن يتطهّرَ بي.
أسيرُ في الدّروبِ الوعرة،
حافيةَ القلب،
تدلّني نجمةٌ
تستحي من نفسها،
فتنحني على صدرِ الغيم،
كأنّها دعاءٌ لم يُستجب.
يا وجعي الطيّب،
يا معبرَ الأسرار،
علّمني كيف أنسى الخطى،
وكيف أرى بالغياب،
وأبصرُ بالسّكينة.
فالرّحلةُ ما عادت تُقاسُ بالوصول،
بل بانحناءةِ الرّوحِ
حين تلامسُ معنى النّور.
ولأنّي دنوتُ هذه المرّة
بلا انتظارٍ…
بلا عتبٍ…
تركتُ قلبي
يسجدُ في صمتٍ
لما تبقّى من اللهِ فيَّ.
٢٠٢٥/١١/. عواطف رشيد






































