عين ثالثة
تضع إصبعك بين عيني وتقول: عينك الثّالثة ما تزال مغلقة. لا يمكنكِ معرفتي
أقول: عيني الثّالثة في سقف الرّأس وعبرها أقيس المعنى
ترفع إصبعك عن العقدة ما بين عيني وتلعقه. تحدّق في وجهي كأنّك تراني لأوّل مرّة. ترشف ما تبقى في كأسك وتقول: لا تنسي أن تدوّني ما أخبرتك به. يجب أن تكتبي: في السّاعة العاشرة من مساء الأحد كان الثّلج يغطّي العالم وكان الغريب يقول: يجب أن نقرأ الأرقام فقط- إنّها الحقيقة الوحيدة.
أقول: يجب أن أعرف ماذا وراء الثّلج والسّتائر وماهيّتها
تجيب: السّتائر لا علاقة لها بما في رأس الشّعراء
السّتارة كما الله مبهمة.
الأرقام هي المفتاح.
أحدّقُ في عينيك الصّغيرتين وأقول: ولماذا لا تكتب سيرة هذه السّتائر بنفسك؟
تجيب: ما زلت أقرأ الأرقام
وماذا تفعل بعد قراءة الأرقام؟
أذهب إلى النّوم. أسدل السّتائر، أدعو إلى غرفتي أجمل حدائق الكون وأجمل النّساء، وأترك لخيالي أن يفعل ما يشاء.
أنا الرّجل العارف.
تغمض عينيك وتصمت
أضع إصبعي بين عينيك وأقول: متى ستراني!
***
نص من مجموعة “جسد واحد وألف حافة” 2016
جاكلين سلام






































