الدَردَشَـةُ المَسَـائِيَّـةُ
الخَـامِسَـةُ عَشَرَةُ
1
دَائِمًـا _
في الحُبَّ
وَفي الطَّرِيقِ إليـهِ
تَنبِتُ أَعشَـابُ الوَقتِ
تُطِلُّ عَلَينَـا بِاخضِرَارِهَـا
يُلاطِفُهَـا النَّسِيـمُ وَأَشِعَّـةُ الشَّمسِ
حِينَهَـا _
لاحَ وَجهُـكِ في خَيبَـةٍ وَانكِسَارٍ
رَأَيتُ
إلى يَدَيـكِ
تَنتَشِلان شَمسَ الغِيَـابِ
منَ استِرَاحَتِهَـا خَلفَ الأُفُـقِ
تُدَاعِبُ أَشِعَّتُهَـا الأَشيَـاءَ
قَبلَ أن تَغرقَ في العَتمَـةِ
تَرقُصُ الأشجَـارُ رَقصَـةَ الوَدَاعِ
2
لِنَهدَيـكِ يَـا امرَأة _
أن تَطبَعَـا آخِرَ قُبلَـةٍ
على الأشِعَّـةِ الغَـارِبَـة
تَمَـامًـا _
كَمَـا أنَـا عِندَ المَسَـاءِ
في السَّرِيرِ
وَقَبلَ أن نَخلُـدَ إلى النَّومِ
أشتَـمُّ رَائِحَـةً بَحرِيَّـةً
بينَ سَـاقٍ وَسَـاقٍ مُتَبَـاعِدَينِ
أَبتَكِرُ سِـيَـاقَ نَصِّي
أَضَعُ _
حِينَ تَدعُو الحَاجَـةُ _
بَعضَ عَلامَـاتِ الوَقفِ
في مَسَـاحَـاتِ جَسَدِكِ الأَخضَرِ
مَأخُوذًا بِعَلامَـةِ التَّعَجُّبِ
وَمَـا تَشِـي تَوشِيَـةَ حُسنٍ وَإعجَـابٍ
مَأخُوذًا أكثَرَ ، بِصِلَـةِ الوَصلِ
تَربِطُنَـا بِحِزَامِ الشَّهوَةِ الشَهَّـاءِ
نَصِلُ اللَّيلَ بِالنَّهَـارِ
فَمُنَـا بَحرٌ
وَالشِّفَتَـانِ مَركَبٌ يَتَهَـادَى
وَاللِّسَانُ مِجدَافٌ
وَأرَى إلَيكِ جَمِيلَـةً كالخَوفِ
مَجنُونَـةً كامرَأةٍ تُعَـانِدُ المَوتَ
كالمَـاءِ لَطِيفَـةً
غَـاضٍبَـةً كالعَـاصِفَـةِ
في سَرِيرٍ يَشتَعِـلُ
قُلتِ _
أُنظُرْ إلى حَبَّتَي رُمَّـانٍ
حَمَـامَتَـانِ تَتَأَهَّبَـانِ نَحوَكَ
تَـأملانِ إِشبَـاعَ عَطَشٍ مُزمِنٍ
لا تَنسَ أنِّي امرَأةٌ من لَحـمٍ وَدَمٍ
مِثلُـكَ مُتَوَتِّرَةٌ ،
قَوسُ نَشوَةٍ يَكشِـفُ عَن نِعَمِـي
وَاليَدانِ بالنَّدَى ثَمِلَتَـانِ
أنتَ _
قُـمْ بِوَاجِبِـكَ الإبدَاعِيِّ
بَـاعِدْ بينَ رُكبَتَيَّ
تَرتَجِفَـانِ من شِدَّةِ الحَنَـانِ
3
لَكِنْ _
إلى أَينَ سَوفَ تَنتَهِـي ؟
تَرَكتُكَ في دِفْءِ مَأوَانَـا
تَتَعَقَّبُ وَتَقـرَأُ أفكـارِي
تَتَجَاوَزُنِـي كَصَرخَـةٍ
هَـا أنَـا الآنَ أَترُكُكَ
تُرَافِقُنِي في ظِلِّ نُورٍ خَـافِتٍ ،
في غَـابَـةٍ ظَلِيلَـةٍ ،
في وَادٍ صَغِيرٍ
شَـدِيدِ الإنحِدَارِ
أَترُكُكَ تُوَاكِبُنِي في الطَّرِيقِ
إلى هٰذِي الجِبَـالِ وَالتِّلالِ
حَيثُ يَتَمَزَّقَ الغَيـمُ
وَحِينَ _
بِيَدَيَّ أَتَنَـاوَلُ المَـاءَ لِشُربَـةٍ
أرَى وَجهَكَ بَينَ جَمِيعِ الوُجُوهِ ،
حَـاضِرًا ، وَللمَرَّةِ الأُولى
وَحِينَ تَأخُذُ العَتمَـةُ مَدَاهَـا
تَخلُدُ أنتَ إلى النَّومِ
أَنَـا في حَالِ يَقظَـةٍ دَائِمَـةٍ
أُصغِي إلى عُصفُورٍ يَطُوفُ حَولَـكَ
يُرَاقِصُكَ
إلى خَرِيرِ النًّبعَـةِ أُصغِي
إلى ضَجِيجِ حَيَـاتِـكَ
إلى أَورَاقٍ خَرِيفِيَّـةٍ
تُحَرِّكُهَـا بِبِطءٍ أَنفَـاسٌ
مُجَرَّدُ نِدَاءَاتٍ …
4
إلى أين سَوفَ تَنتَهِي؟
تَنتَظِرُنِي ذِرَاعَـاكَ
وَشَفَتَاكَ اللَّتَانِ كَنَـارٍ تَختَمِرُ
يُحَدِّقُ بِي نَظَرُكَ الثَّاقِبُ
إلى أينَ ؟
إلى أينَ قُوَّتُكَ التي كَسَيلٍ جَـارِفٍ
تَنبَـعُ من أحشَـائِكَ النَّـازِفَهْ ؟
فَـأَرَى إليكَ
بِلا نِهَـايَـةٍ _
نَجمًـا يَسقُطُ في حَقلِـي
يُفَجِّرُنِي .. يُخصِبُنِـي
كُنتُ أنَـا الدَّاعِيَـةَ في تَحَوُّلاتٍ
منَ الفَرجِ إلى الإنفِرَاجِ
5
هٰكَذَا أَنَـا _
أَمَرأَةٌ في تَحَوُّلاتِهَـا
رَاقِصَـةٌ على حُرُوفِكُـم
وَفي مَسَـاحَـاتِ كِتَـابَـاتِكٌـم
أَنَـا المَـاءُ _ الأُمُّ
وَالنَّبَـاتُ الأخضَرُ أنَـا
جَـامِعَـةُ الأَرضَ بِدَمٍ السَّـمَاءِ
ميشــال سعـــادة
مَسَاء الخَمِيس 1/11/2025






































