[في اليوم الرّابع عاف الطّعام والهاون يرنّ .. في اليوم الخامس عاف الشّراب والهاون يرنّ .. في اليوم السّادس أصابه النّحول والخور والهاون يرنّ….].
من وحي الأيام وحالة الملك خلالها .. نشعر أنّ نهايته دنت .. وهي طريقة لموت مفزع …
يذكر الأديب «محمد البدري» في أحدى قصائده .. «حبّذا الموت الّذي يختاره الإنسان للنّفس على درب الحقيقة ….»
هل سيكون موت الملك على درب الحقيقة …؟
[في اليوم السّابع مات الملك وسكت الهاون…].
إنّ موت الملك ليس نهاية لقصًة بل بداية لحقيقة جذورها عميقة … وموته لا يعني انتصار الشّاعر .. (رغم هذا يبدو في الظًاهر…) بل هو انتصار الحقيقة والواقع …
[داهم أعوان الملك وحراس الملك بيت الشّاعر ليصادروا ذلك السّمّ الرّهيب الّذي أودى بحياة مولاهم .. قبل أن يتجرًعه .. فوجدوا الهاون خاويا … فزجروه غاضبين أين السّمّ …؟ ماذا كنت تطحن ..؟ قال الشّاعر : كنت أطحن الوهم …].
ويبقي الموروث الثّقافي الكردي ينبوعا تنهل منه الأصالة والحكمة .. ويقي بحرا واسعا .. من الأفكار والقيم الإنسانيّة وكلّما وجدنا شيئا يفيد الإنسانيّة تتجلّى أمامنا صور وأفكار أخرى .. تشتاق لنا .. وتحتاج إلى من ينظر إليها بعمق وصبر جميل .. وستبقى الكلمة الأصيلة .. نور لكلّ البشر !.
18/2/1993
عصمت شاهين الدوسكي






































