يا الله
كم مرّة ناديتُك
ولم أكن أطلبُ المستحيل
كنتُ فقط
أحتاج أن أعرف أنّك ما زلت هناك
تسمعني
تقرأ نصوصي المنكسرة
تعلم أنّ الحليبَ قد نفد
وأن طفلي مرعوبٌ
من عبورِ القذائفِ فوق سقفِ البيت
وأنّ أمّي المتعبة
تحتاجُ إلى حقنةِ السُكّر
ولا أحدَ بالدّاخل ، يجرؤُ على الخروج
لا أحد بالخارج ، يهتم
يا الله
ينطفئ نور سماواتك كلّ ليلة
تتدلّى من جيوبِها المجرّات
يغفو النّاسُ وتسكتُ الكائنات
وأجلسُ على حافّة سريري
مذهولة
كمن يسقطُ من نفسه فجأة
على أرضٍ مرصوفةٍ بالخوفِ والحجر
أتساءل
لماذا ؟
لكنّي أستدركُ
أنّك
أنت وحدك
الّذي لا يُغلقُ الأبواب
كما قالَ أبي
قبل أن يموتَ بمرضٍ
أكلَ أجزاءه وأمواله .
*
أقولُ في سرّي
خذ هذا القلب
افعل به ما تشاء
رتّبه
أشقِه
أسعده
أو اترك فيه ما يُبقيه حيّاً
إن كنت تريد
يا الله،
أنا الّتي خذلَتها المواعيد
وأنكرتها الأحلامُ القديمة
ما زلتُ أطرقُ بابك
بأصابعَ متردّدة
كطفلةٍ تطلبُ الغفران
من خطيئتِها الصّغيرة
وفي جيبِها بقايا حلوى
تخبّئها لأجلك.
يا الله
نحن مجرّد بشر مساكين
أرجوك
اجعلِ المسافةَ بيننا
لطيفة
مجرّد تنهيدةٍ
ودعاء
لا أكثر
أمل عمر






































