الورطةُ كلُّها أنّكِ جئتِ في الزّمنِ المُتأخِّرِ،
وأنا أحْزمُ حقائبي،
وفاتَني أن أضعُفَ أمام جمالِك.
جئتِ وكانت ريحُ الشّمالِ أرَقُّ
وجاذبيةُ الجنوبِ أطغى
وكنتُ مُتلَفًا وجريحًا
عيناكِ مُسرِفَتان في الوعود
فمُكِ فصيحٌ في القُبَل
وأنتِ شهيَّةٌ لَعُوبٌ كالثّورة.
عينايَ خابيَتانِ
فمي يُغَمغِمُ ويعوي
وأنا بريءٌ من الأمسِ والغد
لو كنتِ ابنةَ اللّحظة،
لو كنتُ القابضَ على جمرتِها،
لو تخفَّفَ النّشيدُ من رتابةِ الإيقاع..
ربّما اتَّحدَت ضفَّتانِ
ربّما انحرفَ القطارُ عن قضيب المَلَل
ربّما نبَتَتْ في صدري ذراعٌ ثالثةٌ
وسَمَّيتُها ربابة.
لكنّها الورطة؛
ورطةُ أنّكِ جئتِ في الزّمن المتأخّر،
وأنا أحزِمُ حقائبي،
وفاتَني أن أضعُفَ أمام جمالِك..
محمد المتيم






































